مع ارتفاع درجات الحرارة... ما أسباب زيادة خطر التّسمم الغذائي؟

مع ارتفاع درجات الحرارة... ما أسباب زيادة خطر التّسمم الغذائي؟

في موسم الصيف، ترتفع معدلات التسمم الغذائي. ففيما تزيد وتيرة تناول الطعام خارج المنازل، وترتفع درجات الحرارة، وتزيد العطلات، يزيد خطر الإصابة بالتسمم الغذائي. قد تكون حالة التسمم بسيطة ويمكن التعافي أكثر خطورة وتتطلب الحصول على الرعاية الطبية بأسرع وقت ممكن. لذلك من المهم تمييز الأعراض لتحديد مدى خطورتها.

لماذا ترتفع معدلات التسمم الغذائي في الصيف؟

صيفاً، مع ارتفاع درجات الحرارة، يزيد احتمال نمو البكتيريا في الأغذية التي يمكن تناولها بما أن الجراثيم تحتاج إلى حرارة مرتفعة لتنمو وتتكاثر، بحسب طبيبة الصحة العامة الدكتورة ثريا عرابي. ومن الأسباب التي تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي أنه موسم عطلات ويزيد مجال الخروج وتناول الطعام خارج المنزل والسفر وتناول الطعام على شاطئ البحر بطريقة عشوائية. وعموماً، قد لا يكون الطعام في المطاعم آمناً دوماً ويمكن ألا يكون محفوظاً بالأشكال المناسبة التي تمنع نمو الفيروسات والبكتيريا فيها، خصوصاً الدجاج والمايونيز واللحوم. يزيد احتمال الإصابة ببكتيريا السلمونيلا وما ينتج منها من مخاطر.

وتوضح عرابي أنه إضافة إلى السلمونيلا هناك بكتيريا عديدة وفيروسات وعلى رأسها النورو فيروس المسبب الرئيسي لحالات الإسهال الناتجة من التسمم في العالم.

الأعراض الناتجة من التسمم الغذائي التي يمكن ملاحظتها؟

وفق ما يوضحه طبيب الصحة العامة الدكتور زكريا دوغان، تتفاوت حدة الأعراض الناتجة من التسمم الغذائي ومن الممكن أن تكون بسيطة أو أكثر حدة. وقد تستمر بين يوم وثلاثة أيام من التعرض للالتهاب، وأبرزها:

- الإسهال

- الغثيان

- التقيؤ

- ارتفاع الحرارة

- جفاف السوائل في الجسم

- المغص الحاد في البطن

- آلام الرأس

أحياناً، يمكن أن تكون الأعراض أكثر حدة، ما يستدعي التوجه سريعاً إلى طوارئ المستشفى للحصول على المصل وتعويض السوائل التي خسرها الجسم وتجنب تفاقم الحالة. أما الأعراض الأكثر حدة التي تدعو للقلق فهي:

- دم في الخروج

- ارتفاع حاد في الحرارة لا تنخفض لدى تناول مخفضات الحرارة في المنزل

- مغص أكثر حدة يصعب تحمله

- جفاف سوائل في الجسم ويصل إلى مرحلة جفاف الجلد والفم بسبب التقيؤ والإسهال

كيف يمكن الوقاية من حالة التسمم الغذائي؟

تشدد عرابي على أهمية الوقاية من التسمم الغذائي بالدرجة الأولى، وذلك من خلال إجراءات أساسية:

- غسل اليدين بالماء والصابون، خصوصاً بعد دخول الحمام وقبل تحضير الطعام

- طهو الطعام جيداً

- عدم تناول الأطعمة النيئة

- عدم مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين

- تناول المياه المعدنية حصراً

كيف تعالج حالة التسمم الغذائي؟

تتم معالجة أعراض الحالة عادةً إلا في الحالات الأكثر تطوراً. وبالدرجة الأولى يُطلب من المريض:

- تناول السوائل لتعويض تلك التي خسرها في المرض

- الحرص على تناول أطعمة مطهوة جيداً

- تجنب الحليب ومشتقاته

- تجنب الكافيين والكحول

- يمكن تناول مسكنات الألم في حال الشعور بالمغص أو يمكن وصف الأدوية الخاصة بالغثيان في حال مواجهة المشكلة بناءً على إرشادات الطبيب. 

إلا أن العلاجات الأكثر تطوراً قد تكون مطلوبة أحياناً وتعطى في المستشفى في الحالات الأكثر خطورة. وعندها لا يمكن الاكتفاء بالمعالجة في المنزل.

لماذا يعتبر البعض أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي؟

في حالات معينة، يتناول أشخاص عدة الأطعمة نفسها ويصاب البعض بالتسمم الغذائي، فيما لا يعاني آخرون أي مشكلة. قد يكون السبب، بحسب دوغان، في أن البعض يعاني ضعفاً في جهاز المناعة أو يمكن أن يكون الأطفال والمسنون أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي. هذا، ويمكن أن يتعرض البعض أحياناً إلى المزيد من الجراثيم في الطبق الذي يتناولونه، ما يجعلهم أكثر ميلاً للإصابة بالتسمم الغذائي.