تعديل وزاري مفاجئ في تونس

تعديل وزاري مفاجئ في تونس

أقال الرئيس التونسي قيس سعيّد مساء السبت وزيرَي الداخليّة ‏والشؤون الاجتماعيّة، في تعديل وزاري مفاجئ أعقب موجة ‏اعتقالات في المجتمع المدني أثارت مخاوف من حصول مزيد ‏من التراجع في الحرّيات في البلاد.‏

وعيّن سعيّد خالد النوري وزيرا للداخليّة خلفا لكمال الفقي ‏الذي كان يُعتبر قريبًا من الرئيس، وفق ما جاء في بيان ‏للرئاسة التونسيّة لم يوضح أسباب الإعفاء.‏

كما عيّن كمال المدوري، وهو من التكنوقراط، وزيرا للشؤون ‏الاجتماعيّة خلفا لمالك الزاهي.‏

إلى ذلك، استُحدث منصب كاتب دولة لدى وزارة الداخليّة ‏مكلّف الأمن القومي، وقد عُهد به إلى سفيان بن الصادق، وفق ‏البيان.‏

وتقرّر هذا التعديل الوزاري عقب موجة اعتقالات طالت خلال ‏الأسبوعين الماضيين عشرات من ناشطي حقوق الإنسان ‏والمحامين والصحافيّين.‏

وقد عبّر الاتّحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا عن ‏‏"القلق" حيال تلك الاعتقالات، وهو ما أثار غضب سعيّد الذي ‏ندّد بـ"تدخّل أجنبي غير مقبول".‏

‏"جاك الدور"‏

والجمعة، تظاهر مئات الشباب في تونس العاصمة، احتجاجا ‏على أحكام بالسجن وموجة توقيفات طالت إعلاميّين ومحامين.‏

وسار المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة هاتفين "تسقط ‏الديكتاتوريّة" و"يسقط المرسوم (54)" و"فاسدة المنظومة من ‏قيس إلى الحكومة" و"جاك الدور جاك الدور يا قيس ‏الديكتاتور".‏

 

كذلك حمل المحتجّون، وبينهم صحافيّون وناشطون في ‏منظّمات المجتمع المدني، لافتات كُتب عليها شعار رئيسي في ‏ثورة 2011 "شغل، حرّية، كرامة وطنيّة" و"تسقط الثورة ‏المضادّة".‏

وقضت محكمة تونسيّة الأربعاء بسجن كلّ من المحلّل ‏والمعلّق السياسي مراد الزغيدي ومقدّم البرامج التلفزيونيّة ‏والإذاعيّة برهان بسيّس سنة على خلفيّة تصريحات منتقدة ‏للسلطة.‏

ووجّهت إليهما تهمة "استعمال شبكة وأنظمة معلومات ‏واتّصال لإنتاج وترويج وإرسال وإعداد أخبار وإشاعات كاذبة ‏بهدف الاعتداء على حقوق الغير والإضرار بالأمن العام".‏

وتمّت محاكمتهما بموجب المرسوم الرقم 54 الذي أصدره ‏سعيّد عام 2022 ولقي انتقادات واسعة.‏

وخلال عام ونيّف، حوكم أكثر من 60 شخصًا، بينهم ‏صحافيّون ومحامون ومعارضون لسعيّد، على أساس هذا ‏النصّ، حسب النقابة الوطنيّة للصحافيّين التونسيّين.‏

تزامن توقيف الزغيدي وبسيّس مع توقيف المحامية والمعلّقة ‏التلفزيونيّة سنية الدهماني بالقوّة بأيدي رجال الشرطة في 11 ‏أيّار (مايو).‏

إثر ذلك، أوقِف المحامي مهدي زقروبة، وقالت "الرابطة ‏التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان" إنه تعرّض للعنف، الأمر ‏الذي نفته وزارة الداخليّة لاحقًا.‏

وعبّرت دول غربيّة بينها فرنسا والولايات المتحدة، وكذلك ‏الاتّحاد الأوروبي، عن "القلق" إزاء موجة التوقيفات، غير أن ‏سعيّد اعتبر ذلك "تدخّلا سافرا" في الشؤون الداخليّة للبلاد ‏وكلّف وزارة الخارجيّة استدعاء ممثّلي هذه الدول للتعبير عن ‏رفض تصريحاتها.‏

يحتكر سعيّد الذي انتخب عام 2019، السلطات في البلاد منذ ‏صيف 2021 وعمد إلى تغيير الدستور. ويُرتقب أن تنظّم ‏الانتخابات الرئاسيّة نهاية العام الحالي.‏

وتوجّه منظّمات حقوقيّة تونسيّة ودوليّة انتقادات شديدة لنظام ‏سعيّد، مؤكّدة أنه "يقمع الحرّيات في البلاد". لكنّ الرئيس ‏التونسي يكرّر أنّ "الحرّيات مضمونة".‏