خطوة جريئة للنائب أديب عبدالمسيح.. ولادة سياسية جديدة في الكورة!..

خطوة جريئة للنائب أديب عبدالمسيح.. ولادة سياسية جديدة في الكورة!..

شكل إعلان النائب أديب عبدالمسيح إنسحابه من كتلة “تجدد” التي تضم النواب: ميشال معوض، أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، خطوة جريئة من نائب كوراني أراد أن يفتح صفحة جديدة من العمل النيابي المستقل سواء على المستوى الشخصي وفق ثوابت ومسلمات المعارضة اللبنانية، أو على مستوى قضاء الكورة وحضوره وتأثيره على الساحة السياسية.

منذ إنتخابات العام 1992 ونواب قضاء الكورة الثلاثة يتبعون الى القيادات المركزية في أحزاب عقائدية وتيارات سياسية، ولم تشهد دورات 96 و2000، و2005، و2009، أي تغيير في هذا الاطار، حيث كان القرار الكوراني مرهونا إما بزعيم سياسي على مستوى الوطن أو بزعيم محلي شمالا، الى أن تقاسم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي المقاعد الثلاثة في إنتخابات العام 2018، لتبقى الكورة ملحقة وقرارها ليس بيد أبنائها، شأنها في ذلك شأن الكثير من أقضية ومدن ومناطق الأطراف.

في دورة عام 2022، خرق النائب أديب عبدالمسيح “الستاتيكو” السياسي بالتحالف مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وبدعم من حزب الكتائب، فحصل على مقعد نيابي، متجاوزا حربا ضروسا شنتها عليه القوات اللبنانية لإسقاطه بهدف الحصول على المقعد الثاني، وزيادة حصتها، إلا أن الحواصل الانتخابية وزعت المقعدين بينها (النائب فادي كرم) وبين التيار الوطني الحر (النائب جورج عطالله).

كان يفترض بعد الانتخابات تشكيل تكتل نيابي معارض يضم عبدالمسيح والكتائب وحركة الاستقلال وحلفاء أمثال ريفي ومخزومي، لكن يبدو أن صراع نفوذ بين معوض وسامي الجميل قد أفشل المشروع، فإستقلت كتلة الكتائب بنفسها، وتم تشكيل كتلة “تجدد” قبل نحو عام ونيف، إلا أن صورة الكتلة لم تكن منسجمة منذ البداية، خصوصا أن ضمنها مرشح رئاسي، ومرشحان لرئاسة الحكومة، وسط إرتباك عبدالمسيح بين تلك الطموحات، ما دفعه الى العمل الانمائي الذي إستفز القوات والتيار على حد سواء كونهما يقدمان العمل السياسي على العمل الانمائي الذي ملأ عبدالمسيح فراغه في الكورة.

إنتساب عبدالمسيح الى كتلة “تجدد” لم يلغ تمايزه السياسي الذي إتسم به منذ دخوله الندوة البرلمانية، حيث حافظ على إستقلاليته وعلى إعتداله وترجمهما أكثر من مرة بتباين مع الكتلة إنطلاقا من قناعته بأنه يمثل شريحة واسعة من الكورانيين هم أقرب الى الوسطية السياسية وبالتالي فهو ملتزم بأن يكون صوتهم وأن يعمل على تحقيق تطلعاتهم بالسيادة والاستقلال مع الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية.

بالأمس، وضع أديب عبدالمسيح حدا لوجوده في كتلة “تجدد”، بعد تصريحات للنائب ميشال معوض إعتبرها نائب الكورة أنها تمس بكرامته المنبثقة من كرامة أهله، فأعلن إنسحابه منها، والانطلاق بعمل سياسي منفرد مستقل مع مكتب سياسي فاعل يتكون من شخصيات كورانية ومن مناطق أخرى.

إنسحاب عبد المسيح من كتلة “تجدد” طوى تاريخا من التبعية السياسية للكورة، وأعلن ولادة “التجدد الكوراني” الحقيقي في عمل سياسي منفصل تماما عن الاقطاع والتيارات والأحزاب وأهوائهم ومصالحهم وطموحاتهم، واضعا نصب عينيه تفعيل المعارضة والحفاظ على سيادة وإستقلال وحرية لبنان وخدمة الكورة أهلها وتنمية مرافقها، وإعتماد سياسة اليد المفتوحة لمن يرغب بالتعاون في شتى المجالات..

بالأمس، أفضى خيار النائب عبد المسيح الى ولادة سياسية جديدة تنطلق من الكورة الى كل لبنان، بقرار كوراني وتوجه وطني..