قصف روسي يستهدف منشآت طاقة أوكرانية
أدى قصف روسي إلى تضرر محطة طاقة أوكرانية وعدد من منشآت الطاقة الأخرى خلال الليل، وفق ما أعلن مسؤولون الخميس، في حلقة جديدة من سلسلة الضربات التي دفعت بالشبكة إلى حافة الانهيار.
في الأثناء، أسفر قصف روسي بالذخائر العنقودية والقنابل الانزلاقية عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة أربعة آخرين في هجمات منفصلة في منطقة دونيتسك، وفق ما أفاد الحاكم الإقليمي.
شلّت سلسلة الهجمات الصاروخية وبالمسيّرات خلال الأشهر الأخيرة قدرة أوكرانيا على توليد الطاقة وأجبرت المسؤولين على تقنين التيار واستيراد الموارد من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة.
وقالت وزارة الطاقة إن "العدو هاجم عددا من منشآت البنى التحتية المرتبطة بالطاقة"، مضيفة أن وابل القذائف الروسية استهدف مواقع مرتبطة بالطاقة في أربع مناطق بما في ذلك قرب كييف.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في العاصمة عن سماع دوي صفارات الإنذار من غارة جوية في كييف في الساعات الأولى من فجر الخميس.
وأكدت شركة "ديتيك" DTEK، أكبر شركة أوكرانية خاصة للطاقة، أن الضربات الجوية أحدثت "أضرارا جسيمة" في إحدى المحطات التابعة لها من دون الكشف عن موقعها.
وقالت الشركة: "إنه سابع هجوم كبير على محطة الطاقة الحرارية التابعة للشركة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة".
وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هذه الهجمات أدت إلى تراجع إمكانات الإنتاج في الدولة التي تعاني الحرب إلى النصف مقارنة مع ما كانت عليه قبل عام، داعيا حلفاء بلاده إلى إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية البنى التحتية الحيوية.
"أزمة هذا الشتاء"
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ديتيك" ماكسيم تيمشنكو إن محطة الطاقة التي تعرّضت للقصف صباح الخميس كانت تضررت بفعل هجمات سابقة أيضا.
وقال: "نحتاج بشكل عاجل إلى إغلاق أجوائنا وإلا ستواجه أوكرانيا أزمة خطيرة هذا الشتاء. أناشد الحلفاء مساعدتنا في الدفاع عن نظام الطاقة لدينا وإعادة البناء في الوقت المناسب".
وأقرّت وزارة الدفاع الروسية بتنفيذ ضربات "محددة الأهداف" ضد منشآت طاقة أوكرانية تدعم الإنتاج العسكري وردا على موجة هجمات أوكرانية بالمسيرات عبر الحدود طالت منشآت نفطية روسية.
وفي آخر هجوم أوكراني على الأراضي الروسية، أعلن حاكم منطقة كراسنودار الروسية، قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، أن امرأة قتلت في هجوم بمسيّرة استهدف منشآت للنفط.
وكانت مدينة سلافيانسك-نا-كوبان في منطقة كراسنودار حيث قتلت المرأة من بين المناطق المستهدفة، وفق ما أفاد الحاكم فينيامين كوندراتييف.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها أسقطت 15 مسيّرة أوكرانية استهدفت أيضا مخازن للنفط في جمهورية أديغيا وفي منطقة تامبوف.
وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية لوكالة فرانس برس إن مسيّرات نشرها جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو) تقف خلف الهجمات على المنطقتين الروسيتين.
وأضاف المصدر أن "هذه المنشآت عالجت وخزّنت منتجات نهائية استخدمها الجيش الروسي لاحقا"، متعهّدا شن المزيد من الهجمات على المنشآت النفطية الروسية بهدف إلحاق الضرر بعائدات الكرملين النفطية المستخدمة لتمويل الحرب.
"بنى تحتية أساسية"
أفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت تسعة صواريخ و27 مسيّرة هجومية إيرانية الصنع، وبأن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت جميع القذائف باستثناء أربعة صواريخ.
وأكد أنه تم أيضا تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في مناطق زابوريجيا ودونيتسك وخيرسون وخاركيف وكييف وغيرها.
وذكرت وزارة الطاقة أن سبعة موظفين في منشآت للطاقة أصيبوا بجروح بينما انقطع التيار موقتا عن أكثر من 200 ألف شخص في منطقة فينيتسيا.
وفي دونيتسك، أفادت وزارة الطاقة بأن فريقا من المهندسين تعرّض إلى هجوم أثناء إصلاح خطوط الطاقة. وأضافت أن عاملا يبلغ 33 عاما أصيب بجروح.
كثّفت روسيا في الأثناء هجماتها المدفعية على المناطق الأوكرانية الواقعة على خط الجبهة، في جنوب وشرق البلاد.
وأعلن حاكم منطقة خيرسون الجنوبية صباح الخميس أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة بجروح في الهجمات الروسية الأخيرة.
وفي منطقة خاركيف الواقعة في شمال شرق البلاد حيث باشرت روسيا مؤخرا هجوما بريا مفاجئا، قال الحاكم إن امرأة قُتلت بنيران روسية في الساعات الـ24 الأخيرة.
وفي منطقة دونيتسك الشرقية، قال الحاكم إن شخصين قتلا أحدهما في بلدة توريتسك الواقعة على خط الجبهة حيث تقدّمت القوات الروسية بعد توقف القتال لمدة طويلة هناك.
وأفاد الجيش الأوكراني بأن القوات الروسية تحاول السيطرة على قريتي شومي ونيويورك القريبتين.
وفي سياق آخر، أعلنت كييف الخميس أن عشرة أطفال أوكرانيين وأفراد عائلاتهم أعيدوا إلى منطقة خاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية بعدما عاشوا في ظل الاحتلال الروسي.
وقال أمين المظالم الأوكراني دميترو لوبينتس إن "الأطفال وعائلاتهم أقاموا في المناطق المحتلة موقتا في دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا".
ولفت لوبينتس إلى أن الأطفال يتعافون من "الأهوال" التي كانوا شهودا عليها واتّهم مسؤولين موالين لروسيا بإجبار الأطفال على حضور المدارس الروسية وترداد النشيد الوطني الروسي.
تتهم كييف موسكو بخطف حوالى 20 ألف طفل من أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا بينما وجد عدد أكبر أنفسهم يعيشون تحت سيطرة روسيا بعد غزو شباط (فبراير) 2022.