"جيوش ستدخل لبنان".. مقالٌ إسرائيليّ يحدد نقطة انطلاقها
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مقالاً جديداً للكاتب جاكي هوجي قال فيه إن "الدعوة إلى اجتياح لبنان وتدمير حزب الله أشبه بشعار انتخابي".
ويقول هوجي إنه كثُر الحديث في الأيام الأخيرة عن ضرورة خوض حربٍ في عُمق لبنان، وأضاف: "أحياناً أشكُّ في أن الذين يدعون إلى إعلان الحرب على حزب الله وإنهائه نهائياً، يفهمون حقا من هو هذا التنظيم وما الذي يستلزمه مثل هذا الصراع. رغم أن المؤشرات لا تشير إلى أن المؤسسة الأمنية تضغط باتجاه الحرب، ولا حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلا أن هناك وزراء وجوقة من المغردين يشجعون على القيام بذلك".وأكمل: "كل هؤلاء يدعون إلى حرب شاملة من شأنها أن تلحق خسائر بشرية بحزب الله، على غرار ما يفعله الجيش الإسرائيلي هذه الأيام في قطاع غزة . لكن حزب الله لديه جيش أقوى من حركة حماس في غزة. كذلك، فإننا في لبنان لن نواجه الحزب وحده، فمحور المقاومة يعتبرُ مثل هذه الحرب بمثابة معركة وجودية، كما أنه يرى أن الحملة الإسرائيلية الواسعة ضدّ حزب الله بمثابة تدمير للمعسكر بأكمله".
وأردف: "في العراق، تمَّ بالفعل الانتهاء من خطط الطوارئ، والمجموعات الموالية لإيران مستعدة لإرسال عشرات الآلاف من المقاتلين إلى لبنان. قد يأتي المجندون أيضًا من اليمن، وكذلك من إيران. وهنا، قد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه، إذا بدأ الحرب على لبنان، في مواجهة تحالف من الجيوش ذات جودة غير عالية، لكن قوته البشرية كبيرة".
وتابع: "من أجل تدمير حزب الله، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يصل إلى بيروت سيراً على الأقدام، ولهذا الغرض، هناك حاجة إلى عدة فرق مشاة في أفضل حالاتها. إن القوات النظامية والاحتياطية في الجيش الإسرائيلي ليست في وضع مثالي للقيام بمثل هذه الحملة بعد الحرب في غزة، ولم نناقش بعد الكميات الهائلة من الذخيرة التي ستكون مطلوبة".وأضاف: "إنّ الاقتصاد الإسرائيلي يعاني بالفعل من الركود، ومن المتوقع أن يدخل في حالة من الفوضى إذا اشتعلت جبهة ثانية مع لبنان".
وقال: "الدرس الرئيسي الذي يتعين علينا أن نتعلمه هو أن إسرائيل، على الرغم من كونها قوة إقليمية ذات قبضة حديدية، إلا أنها ليست قوة ذات قدرة مطلقة. وبكلمات أبسط، فإن إسرائيل ليست قوية كما كنا نظن. لا يمكننا أن نقاتل طوال الوقت، على جميع الجبهات، ونتوقع الفوز؛ أو الحفاظ على مستوى عال من اليقظة في كل الأوقات، في الأيام العادية وكذلك في أيام العطلات. لا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يضع جندياً على كل مواطن، وكتيبة قيد الإعداد في كل منطقة، وفرقة على كل جبهة، حتى بالنسبة للتفوق التكنولوجي الذي نتمتع به، فإن العدو لديه الإجابات. عندما أسمع سياسياً إسرائيلياً أو زعيم رأي عام يدعو إلى غزو لبنان، أو القضاء على حزب الله، فإنني أشعر بالقلق منه. تستطيعون غزو لبنان، وتستطيعون القضاء على حزب الله، ولكن بثمن باهظ جداً، وليس في هذا الوقت، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي بكثافة كبيرة على جبهة أخرى. عندما ينزف المجتمع الإسرائيلي، فإن القليل من التواضع لن يضر".