تقنيات جديدة لتحديد شيخوخة الدماغ وآفاق العلاج المبكر
في عصر يعتمد فيه التقدم التكنولوجي على إمكانيات مذهلة لتحسين جودة حياتنا، تبرز التطورات الحديثة في مجال الطب والصحة باعتبارها مفاتيح للتفاهم العميق لأسرار أكثر أعضاء أجسامنا تعقيدًا. ومن بين هذه التطورات، تبرز التقنيات الجديدة التي تساعد على تحديد “شيخوخة أدمغتنا”.
ويتساءل العلماء عما إذا كانت التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساعد في إبطاء عملية الشيخوخة في أدمغتنا مع التقدم في العمر.
ومن المعروف أن عيش الحياة “الصحية البسيطة” والحفاظ على التحفيز الذهني وتقدير المجتمع والثقافة الدينية، من العوامل الهامة لإبطاء شيخوخة الدماغ.
ولكن بإمكان التكنولوجيا الآن، تحديد الأشخاص الذين تشيخ أدمغتهم بشكل أسرع، لإيجاد الحلول الوقائية الأفضل في المستقبل.
ووفق موقع قناة “بي بي سي”، بينما يبحث العلماء عن أفضل الطرق التنبؤية بشيخوخة الدماغ، فإن التشخيص المبكر يصبح أمرًا بالغ الأهمية، في الحالات الصحية جميعها عمومًا، واليوم يمكن دعمه بالإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي والبيانات.
وعرض أندريه إيريميا، الأستاذ المشارك في علم الشيخوخة وعلم الأحياء الحسابي في جامعة جنوب كاليفورنيا، نماذج الكمبيوتر التي تقيّم كيفية تقدم أدمغتنا وتتنبأ بتدهورها.
وابتكر الباحث إيريميا، هذه النماذج باستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، وبيانات من 15 ألف دماغ بمشاركة الذكاء الاصطناعي، لفهم مسار عقولنا مع التقدم في السن بشكل صحي، وتلك التي قد تعاني من أمراض مثل الخرف.
ويمكن من خلال هذه الفحوصات، فحص العمر الحقيقي لـ”الدماغ”، الذي قد يكون أكبر أو أصغر أو مماثل لسنوات أعمارنا.
وبدأت عدة شركات في التسويق للتصوير بالرنين المغناطيسي، القادر على تحديد “شيخوخة الدماغ” في مختلف العيادات، الذي قد يصبح شائعًا أكثر في المستقبل.
ومع أن البروفيسور إيريميا يرى أن الهدف من البحوث المستمرة إيجاد طريقة للتغلب على الخرف وتأخيره، يتفق العلماء والأطباء جميعهم، على أن أسلوب الحياة هو المفتاح، ويعد النظام الغذائي الجيد والحفاظ على النشاط وتحفيز الدماغ والسعادة، من أهم الأمور القادرة على تحديد الكيفية التي تتقدم فيها أدمغتنا مع تقدمنا في العمر.
وفي النهاية، يرى البروفيسور ماثيو ووكر، أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورنيا أن “النوم هو الأكثر فعالية في إعادة ضبط صحة أدمغتنا”