هل يتم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الأميركية؟
قال مسؤولان أميركيان لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" يوم الأربعاء إن إدارة بايدن ترى أن تأمين وقف إطلاق النار في لبنان هو أفضل طريقة لإنهاء الحرب في غزة، معترفين بأن واشنطن عدّلت في تقييمها في الأسابيع الأخيرة بعد أشهر من التأكيد على أن الهدوء في القطاع هو ما سيخفف من حدة التوتر على طول الخط الأزرق.
ويأتي هذا التحول في أعقاب التوسع الكبير في العمليات الإسرائيلية ضد "حزب الله" في منتصف أيلول (سبتمبر)، والتي شملت تفجيرات جماعية لأجهزة اتصالات الحزب (التي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها)، وتصفية جزء كبير من قيادته العليا واجتياح بري محدود أدى إلى تفكيك جزء كبير من بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان.
وقبل هذه التطورات، أشار مسؤولون أميركيون مراراً وتكراراً إلى تعهد "حزب الله" بعدم وقف هجماته عبر الحدود ضد إسرائيل إلى أن يتم وقف إطلاق النار، مما يعني أن على القدس أن تقبل بأن الطريق إلى الهدوء على طول الحدود اللبنانية يمر عبر الجيب الفلسطيني.
سمحت المكاسب العسكرية التي حققتها إسرائيل واستعداد "حزب الله" لفك ارتباطه بالصراع في غزة للولايات المتحدة بإحراز تقدم في الأيام الأخيرة نحو وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق، وفقاً للصحيفة.
وبناءً على ذلك، سيصل المبعوث الأميركي الخاص إلى القدس يوم الخميس لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول اقتراحه الجديد لوقف إطلاق النار في لبنان.
وتتحدث مسودة الاقتراح الأميركي التي نشرتها هيئة البث العام "كان" يوم الأربعاء عن فترة 60 يوما لتنفيذ الصفقة، والتي ستقوم خلالها إسرائيل في البداية بسحب قواتها من جنوب لبنان وسينتشر الجيش اللبناني هناك، وتفكيك البنية التحتية المتبقية لـ"حزب الله" في هذه العملية.
وجاء قرار آموس هوكشتاين بالسفر إلى إسرائيل في أعقاب مؤشرات من القدس وبيروت بأنهما على استعداد للمضي قدماً في تنفيذ الاقتراح الأميركي وأن "حزب الله" على استعداد لأن يحذو حذوهما، حسبما قال مسؤول إسرائيلي للصحيفة.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع المقبل، لكنه قال إن الإطار الزمني للموافقة على الاتفاق هو "واقعي للغاية". بدورها، نقلت "سي ان ان" عن مسؤولين أميركيين تشكيكهم في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية.
أمل ثم تفاؤل حذر
قُبيل ساعات من وصول المسؤولَين في البيت الأبيض آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك إلى إسرائيل للبحث في مسوّدة محتملَة لوقف إطلاق النار في لبنان، أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأربعاء مساء عن "أمله في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في الساعات أو الأيام المقبلة".
وقال ميقاتي: "تواصلتُ مع هوكشتاين وقال لي إنّه في طريقه إلى المنطقة"، ونقل ميقاتي عن هوكشتاين قوله: "حتماً نحن اليوم في وضع أفضل من الأمس ".
وعلى عكس ما صرّح به بالأمس عن "تفاؤل حذر بشان إمكانية وقف إطلاق النار في الساعات أو الأيام المقبلة"، قال ميقاتي الخميس: "لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين بالأمس أنّه سيسعى في إسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيداً للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علماً أنّ التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الأقلّ في الفترة القصيرة المقبلة".