"هل يجرؤ نواف سلام على اختيار فارس سعيد لوزارة الخارجية؟"

خاص مراسل نيوز

"هل يجرؤ نواف سلام على اختيار فارس سعيد لوزارة الخارجية؟"

مع تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، تبرز أهمية اختيار شخصيات تتمتع بالكفاءة والخبرة لتولي الحقائب الوزارية، لا سيما في ظل الأزمات التي تعصف بالبلاد. وفي هذا السياق، يظهر الدكتور فارس سعيد كخيار مثالي لتولي وزارة الخارجية، نظرًا لسجله الحافل في العمل الوطني والدولي.

لماذا فارس سعيد؟

الدكتور فارس سعيد، المولود في قرطبا – قضاء جبيل عام 1958، ليس مجرد طبيب بارز، بل هو شخصية متعددة الأبعاد، جمعت بين العمل الإنساني، الحوارات الوطنية، والنشاط السياسي. بعد تخرجه من جامعة "رينيه ديكارت - باريس"، أسس جمعية "سامو ليبان" التي قدمت خدمات إغاثية خلال الحرب اللبنانية. كما ساهم في مشاريع لإعادة بناء المستشفيات المدمرة، ما يعكس التزامه الراسخ بخدمة بلده.

على الصعيد السياسي، كان سعيد أحد الشخصيات القيادية في ثورة الأرز، كما شغل منصب منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار. أسهم في تعزيز الحوار الإسلامي - المسيحي في لبنان وشارك في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية لتعزيز التعايش السلمي. هذه التجربة تجعل منه مرشحًا مناسبًا لإعادة بناء العلاقات الخارجية للبنان، التي تأثرت كثيرًا بسبب التجاذبات السياسية الداخلية.

فرصة للدبلوماسية اللبنانية

وزارة الخارجية تحتاج إلى شخصية قادرة على تقديم رؤية شاملة تعيد للبنان مكانته على الساحة الدولية. الدكتور فارس سعيد يمتلك المقومات اللازمة لتحقيق ذلك، بدءًا من خبرته الطويلة في الحوار الوطني، وصولًا إلى مشاركته في إنجاح مبادرات دولية، مثل زيارة البطريرك الراعي إلى السعودية عام 2017، التي شكّلت نقطة تحول في العلاقات اللبنانية-الخليجية.

التحديات المنتظرة

إعادة بناء علاقات لبنان الدولية: بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية، يجب إعادة الثقة مع المجتمع الدولي والدول العربية.

الاستراتيجية الخارجية للبنان: خلق سياسة خارجية متوازنة تحمي مصالح لبنان وتعيده لدوره كجسر تواصل في المنطقة.

اختيار الدكتور فارس سعيد لوزارة الخارجية سيشكل رسالة واضحة للعالم أن لبنان يخطو نحو تجديد دبلوماسيته على أسس الكفاءة والحوار. شخصيات مثل سعيد يمكنها أن تعيد رسم صورة لبنان كبلد للحوار والسلام، وتساهم في معالجة الأزمات الخارجية التي تؤثر على الوضع الداخلي.

على نواف سلام أن ينظر بجدية إلى اسم الدكتور فارس سعيد كمرشح لتولي وزارة الخارجية. خبرته العميقة في السياسة والدبلوماسية، إلى جانب رؤيته الوطنية الجامعة، تجعل منه الخيار الأمثل لهذه المرحلة الدقيقة في تاريخ لبنان. هذا القرار قد يكون بداية مسار جديد يعيد للبنان دوره المحوري في المنطقة والعالم.