إيلي الفرزلي: زيارة أورتاغوس تختلف جذريًا عن سابقاتها... وخطاب الرئيس أعاد توجيه البوصلة الوطنية

إيلي الفرزلي: زيارة أورتاغوس تختلف جذريًا عن سابقاتها... وخطاب الرئيس أعاد توجيه البوصلة الوطنية

رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي في حديث إلى "صوت كل لبنان" عبر برنامج "لقاء الأحد"، أن زيارة الموفد الأميركي مورغان أورتاغوس الأخيرة إلى بيروت "تختلف جذريًا عن الزيارات السابقة، سواء من حيث الخطاب، أو اللهجة، أو الأسلوب، أو حتى الأهداف التي رافقتها". وأشار إلى أن "هناك تفهّماً أميركياً واضحاً، واستعداداً حقيقياً للنقاش في قضايا أساسية، لا سيما تنفيذ القرار 1701، وكيفية التوجّه نحو حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية".

 

وأضاف الفرزلي أن خطاب رئيس الجمهورية أتى ليؤكّد على ثوابت الدولة، معتبراً أنه "خطاب ممتاز، يُعبّر عن دور قيادي وريادي جامع، ونجح في إعادة الاعتبار إلى موقع الرئاسة كضامن لوحدة اللبنانيين". ورأى أن ما ورد في خطاب القصر "تغلب على بعض الطروحات المتفرقة، التي كانت تظهر هنا وهناك، سواء في الداخل أو في الخارج، وتطرح مقاربات خطيرة على صعيد الترسيم أو العلاقة بين الجيش اللبناني وإسرائيل".

واعتبر أن "رئيس الجمهورية انطلق من موقعه كمطلع فعلي على الواقع الأمني والعسكري، وهو يعرف تماماً معطيات الميدان وتوازن القوى، وهو الأدرى بحدود الممكن في هذه المرحلة". وأردف: "أي مقاربة غير تلك التي طرحها الرئيس، هي خارج السياق، ولا يمكن أن تشكّل حلاً إنقاذياً للبنان، بل بالعكس، قد تفتح الأبواب على مواجهات دموية لا مصلحة لأحد فيها".

 

وفي سياق متصل، كشف الفرزلي عن أن الجانب الأميركي دخل فعلياً في مناقشة تعديل بعض النقاط المرتبطة بتنفيذ القرار 1701، "ومنها الانسحاب إلى الخط الأزرق، وفتح مفاوضات لترسيم الحدود النهائية، وربط تلك الخطوات باتفاق الهدنة، والبحث في كيفية تحقيق هدف حصر السلاح بالدولة".

 

وعن الأجواء الإصلاحية، أشار إلى أن هناك "قوانين إصلاحية تمّت مناقشتها وإقرار بعضها في فترات سابقة، وأنا كنت أترأس حينها لجنة نيابية مشتركة عملت على دراسة تلك القوانين، ما يدلّ على وجود استعداد جدي لفهم الواقع اللبناني، لا من باب التنازل بل من باب الوضوح". وسأل: "هل هذا التفاهم سببه تغيير في المقاربة الأميركية، أو نتيجة لمسار المفاوضات الإقليمية، كالمفاوضات الأميركية الإيرانية؟ لا أعلم، لكن الواضح أن هناك تطوراً ما في مقاربة الملف اللبناني".

وفي الشأن المصرفي، رفض الفرزلي ما يُحكى عن إسقاط مبدأ السرية المصرفية بشكل كامل ومن دون المرور بالقضاء، محذّراً من أن "ذلك يشكّل ضربة قاضية لما تبقّى من ثقة في النظام المالي اللبناني". وقال: "لبنان خسر جزءاً كبيراً من مقومات جاذبيته الاقتصادية، وقانون السرية المصرفية الذي كان من أبرز عوامل ازدهار الدور المالي للبنان في المنطقة، يُراد الآن أن يُسحب بشكل يُفقد البلد أي قدرة على استعادة الاستثمارات".

 

وختم الفرزلي بالقول: "الطريق الوحيد لإنقاذ لبنان هو اتباع المقاربة التي طرحها رئيس الجمهورية. أي طريق آخر هو انتحار جماعي، وأي دعوات لمواجهات داخلية ستقودنا إلى مستنقع دم لا طائل منه. وحدها العقلانية والمسؤولية قادرتان على إخراج لبنان من أزمته الخانقة.