فريد هيكل الخازن: هل يكون الرئيس التوافقي في 9 كانون الثاني؟
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
تقترب الساحة السياسية اللبنانية من محطة مفصلية مع تحديد موعد جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس الجمهورية، وسط تطورات داخلية وإقليمية متسارعة. وفي خضم هذا المشهد، يبرز اسم النائب فريد هيكل الخازن كأحد الأسماء التوافقية التي قد تحمل الحل المرتقب، مستفيدًا من موقعه السياسي الوسطي وقدرته على التواصل مع مختلف الأطراف اللبنانية.
رؤية واضحة لمستقبل لبنان
في ظل الأزمات المتراكمة، يطرح فريد هيكل الخازن رؤية واضحة للمرحلة المقبلة، ترتكز على:
تنفيذ القرار الدولي 1701 بكل مندرجاته كضمانة لاستقرار لبنان.
العودة إلى الدستور واتفاق الطائف دون اجتهادات أو تجاوزات، مما يعيد التوازن إلى المؤسسات الدستورية.
تحقيق التضامن الداخلي، عبر التوافق على عناوين أساسية تحكم مسار البلاد في المستقبل القريب والبعيد.
الخازن يرى أن المرحلة المقبلة تتطلب رئيسًا قادرًا على إعادة بناء الثقة بين اللبنانيين، من خلال احترام الدستور والالتزام بالاتفاقات التي تحفظ سيادة واستقرار لبنان.
موقعه في التوازنات السياسية
ما يميز فريد هيكل الخازن عن غيره من المرشحين هو قدرته على التوفيق بين القوى السياسية المتعارضة. في زيارته الأخيرة إلى معراب، أكد الخازن أن "القوات اللبنانية" ليس لديها فيتو عليه، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي تلعبه القوات كقوة سياسية مؤثرة داخليًا وخارجيًا.
من جهة أخرى، يحظى الخازن بدعم ضمني من تيار "المردة" الذي طرح اسمه ضمن مجموعة من الشخصيات المقبولة للرئاسة. كما أن موقعه كوسيط بين القوى المختلفة يعزز فرصه ليكون "رئيس التسوية" الذي ينهي حالة الجمود السياسي المستمرة.
توافق وطني بديل عن الفراغ
في ظل الانقسام الحاد بين الأفرقاء السياسيين حول أسماء المرشحين، يُعتبر فريد الخازن حلًا وسطًا يرضي معظم الأطراف. فهو يمتلك:
تاريخًا سياسيًا وازنًا يُكسبه احترام القوى التقليدية.
شبكة علاقات متينة تجمع بين الأحزاب الكبرى والمستقلين.
طرحًا وطنيًا معتدلًا يعكس حاجة اللبنانيين إلى قائد يجمع ولا يُفرّق.
كما أن مواقفه الأخيرة تدعو إلى تكثيف الاتصالات بين القوى السياسية بهدف الوصول إلى حد أدنى من التفاهم الوطني، ما يؤكد دوره كرجل حوار قادر على تقريب وجهات النظر.
خلال اللقاء الذي جمعه برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أعرب الخازن عن تفاؤله بحصول توافق قريب، مؤكدًا أن المرحلة لا تحتمل استمرار الفراغ الرئاسي، خاصة بعد التطورات الأمنية والسياسية الأخيرة.
وأشار إلى أن "الانطلاقة الجديدة" لأي عهد يجب أن تستند إلى تطبيق الاتفاقيات الدولية والالتزام بالدستور، بما يُعيد لبنان إلى مساره الصحيح على الصعيدين الداخلي والخارجي.
9 كانون الثاني: محطة حاسمة
مع اقتراب موعد الجلسة، تتجه الأنظار نحو فريد هيكل الخازن كأحد الأسماء القادرة على كسر الجمود السياسي. فهل ينجح في جمع القوى السياسية حوله ليكون الرئيس التوافقي الذي ينتظره اللبنانيون؟
الأيام المقبلة وحدها ستحمل الإجابة، لكن المؤكد أن فريد الخازن بات يمثل بارقة أمل للخروج من حالة الفراغ التي يُعاني منها لبنان منذ أشهر.