ترمب يهدد من بوابة عُمان... مواجهة نووية على الأبواب أم جولة تهديدات جديدة؟
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

في ظل توترات إقليمية متفاقمة، يعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى دائرة الضوء، مدفوعًا بإصرار على كبح الطموحات النووية الإيرانية. لكن في طريقه نحو "اتفاق تاريخي"، يبدو أن ترمب يكرر لغة تصعيدية سبق أن استخدمها في ملفات غزة وأوكرانيا دون أن تترجم إلى خطوات عملية. فهل تحمل محادثات عُمان هذه المرة وزنًا حقيقيًا؟ أم أننا أمام جولة جديدة من "الدبلوماسية العالية الصوت"؟
من التصريحات إلى القاذفات... ترمب يرفع السقف
بلهجة صارمة، أعلن ترمب أن "إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا"، مشيرًا إلى أن الخيار العسكري ما زال مطروحًا. التصريحات جاءت بالتزامن مع نشر قاذفات الشبح الأميركية "بي-2" في جزيرة دييغو غارسيا، في رسالة واضحة لطهران. لكن في عالم السياسة، لم تعد القوة وحدها كافية لصناعة تسويات.
إيران ترد بالحذر... لا انصياع ولا انفجار
في المقابل، تبدو طهران حذرة. فهي ترفض التهديدات المباشرة، وتصرّ على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، رغم امتلاكها كميات من اليورانيوم عالي التخصيب تثير القلق الدولي. وتُصرّ إيران على أن المفاوضات لا يمكن أن تكون مباشرة، وأن أي حل يجب أن يستبعد استخدام القوة.
لغة ترمب: بين التهديد والتكرار
المشكلة أن المنطقة شهدت من قبل هذا النوع من التصعيد. فقد هدّد ترمب حركة "حماس" بـ"ثمن باهظ" ثم لم يُحرّك ساكنًا. كما لوّح بالعقوبات ضد روسيا، دون تنفيذ فعلي. ما يجعل خصومه -ومن بينهم إيران- يشككون في جدية تحذيراته. فهل هذه التهديدات مجرد وسيلة ضغط؟ أم بداية لسيناريو أكثر خطورة؟
عُمان تحت المجهر... مفاوضات بشروط معقدة
المحادثات المرتقبة في سلطنة عُمان تتم بوساطة دقيقة، وبشكل غير مباشر. ولكنها تجرى في ظل حالة من عدم الثقة، خاصة بعد اتهام المرشد الإيراني علي خامنئي لترمب بمحاولة اغتياله، وهو ما يكشف حجم الفجوة بين الطرفين. كما أن طهران تصرّ على أن لا مفاوضات تحت الضغط العسكري أو التهديد.
القلق الإقليمي... كل العيون على مسقط
المخاوف في لبنان والمنطقة ليست نابعة فقط من احتمال فشل المفاوضات، بل من احتمال نجاحها بطريقة تؤجج الصراع. فالحسابات الإيرانية تمتد إلى ساحات عدة، من اليمن إلى الجنوب اللبناني. وأي تصعيد قد يدفع وكلاء طهران إلى التحرّك. في المقابل، فإن واشنطن مطالبة بضبط رسائلها، إذا كانت تسعى حقًا لحل سلمي لا لإشعال المنطقة.
هل يكون الحل سياسيًا أم عسكريًا؟
يبقى السيناريو الأخطر هو أن تُفهم رسائل ترمب على أنها تمهيد لعمل عسكري، خصوصًا مع تصاعد الضغوط من أطراف حليفة مثل إسرائيل. وفي المقابل، فإن تجاهل المخاوف من الطموحات النووية الإيرانية، قد يفتح الباب لتوازنات إقليمية أكثر خطورة، خاصة إذا تراجعت واشنطن مجددًا دون أفعال.
الشرق الأوسط اليوم أمام لحظة مفصلية. تهديدات واشنطن، وتعقيد الموقف الإيراني، وغياب الثقة بين الطرفين، تجعل من محادثات عُمان اختبارًا حقيقيًا لإمكانية تفادي انفجار جديد. فهل يسود منطق الدبلوماسية الواقعية؟ أم تُدفن فرص الحل تحت رماد التهديدات المتبادل