لبنان أمام ساعة الحقيقة: إما نزع سلاح "الحزب"... أو انتظار عاصفة مسقط!
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

في ظل صمت سياسي متوتر، تتجه الأنظار إلى مسقط حيث تُنسج خيوط مفاوضات أمريكية-إيرانية تحمل في طياتها مصير المنطقة برمتها، ولبنان في قلب العاصفة. فهل يملك لبنان رفاهية الانتظار؟ أم أن ساعة التحرك قد دقّت ولا مجال للمراوغة بعد اليوم؟
لبنان ليس مجرد متفرج على مشهد إقليمي متبدّل، بل هو جزء عضوي من هذه المعادلة. مصادر ديبلوماسية تؤكد أن بيروت – رغم محاولات النأي بالنفس – لا تزال مرتبطة بخيط دقيق يمتد من طهران إلى الضاحية، ومن هناك إلى كل مفصل في الدولة. ولكن، ثمة فرصة لا تتكرر: إيران تُظهر استعداداً لتخفيف قبضتها الإقليمية، وحزب الله في أضعف حالاته سياسياً وشعبياً، وإسرائيل تتهيأ لحسم ما تعتبره تهديداً وجودياً على حدودها الشمالية.
أمام هذا المشهد، تحوّلت دعوات واشنطن إلى أكثر من توصيات، لتصبح ضغوطاً واضحة على الدولة اللبنانية: المطلوب ليس فقط الإصلاح الاقتصادي أمام صندوق النقد، بل تفكيك الترسانة التي تعطل الدولة وتحكم الشارع. فهل تجرؤ بيروت على خطوة جريئة تحفظ ما تبقى من سيادتها؟
اللبنانيون، من جيل الحرب إلى جيل الانهيار، يدفعون ثمن تأجيل القرارات المصيرية. واليوم، ولأول مرة منذ عقود، يبدو أن لحظة الحقيقة تقترب: فإما أن يلتقط لبنان هذه الفرصة، ويُطلق مسار نزع السلاح بدعم دولي وشعبي، أو أن يبقى رهينة التفاهمات الخارجية التي قد لا تراعي مصالحه.
إنها لحظة مفصلية. نزع سلاح الحزب لم يعد "طرحاً نظرياً"، بل بات شرطاً لبقاء لبنان على الخارطة السياسية والاقتصادية للعالم. والمفارقة؟ أن التأخير اليوم ليس سوى رهان خاسر على مفاوضات قد تأتي بنتائج لا تُبقي من لبنان إلا الذكرى.