إسرائيل تعتبر أن سلاح حزب الله ومصيره رهن حرب جديدة... تسعى إلى التخريب

إسرائيل تعتبر أن سلاح حزب الله ومصيره رهن حرب جديدة... تسعى إلى التخريب
تل أبيب أبلغت واشنطن قبل استهداف ضاحية بيروت الجنوبية
قبل حوالي أسبوعين من الجولة الأولى للمفاوضات الإيرانية – الأميركية التي انعقدت في سلطنة عمان (12 نيسان الجاري)، بعثت إسرائيل برسالة نارية للتعبير عن موقفها منها، بتنفيذ غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت اغتالت فيها القيادي في حزب الله حسن بدير من دون إنذار تحذيري، مذكّرة باستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري (كانون الثاني 2024)، والذي تبيّن لاحقاً أنه كانَ بمثابة الضربة التأسيسية للحرب على لبنان في أيلول الماضي.
وبعد يوم واحد من الجولة الثالثة للمفاوضات التي انعقدت أمس في عمان، أغار طيران العدو الإسرائيلي مستهدفاً خيمة للمساعدات الاجتماعية في الضاحية الجنوبية، بعد بيان تحذيري و3 غارات على المكان.
وبينما زعمت هيئة البث الإسرائيلية أن «سلاح الجو دمّر بنية تحتية لحزب الله في الضاحية»، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي ما مفاده أن «تل أبيب أبلغت واشنطن قبل استهداف ضاحية بيروت الجنوبية»، فيما حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس في بيان مشترك «حكومة لبنان المسؤولية المباشرة عن منع تهديدات حزب الله». واعتبر البيان أن «منطقة الضاحية في بيروت لن تكون ملاذاً آمناً لحزب الله، وإسرائيل لن تسمح للحزب بأن يقوى ويشكّل أي تهديد لها».
ماذا تريد إسرائيل من هذه الغارات: هل تراها مدخلاً لحرب جديدة، أم سعياً إلى تخريب المفاوضات واستكمال تحقيق الأهداف التي يعجز حلفاؤها في الداخل عن تنفيذها؟
هذا السؤال طبعَ المشهد في لبنان، بعد الغارة التي جاءت مدجّجة برسائل عابرة للحدود، وتعزّزت الخشية من أن تكون بداية لغارات متواصلة أشدّ وأخطر كلّما شعرت إسرائيل بأن الأمور في الإقليم ليست على السكة التي تريدها تماماً.
وبحسب أوساط سياسية لـ"الاخبار"، فإنّ وقائع الساعات الأخيرة، تشير إلى أن «إسرائيل تعتبر أن سلاح حزب الله ومصيره رهن حرب جديدة، خصوصاً بعدما حدّد الحزب المطلوب للقبول بالحوار حول السلاح وليس التسليم، والذي يراه من ضمن البحث في الإستراتيجية الدفاعية، وسطَ اقتناعها بفشل مشروعها لجرّ لبنان إلى صدام بين الحزب والجيش أو إلى حرب أهلية».
واعتبرت الأوساط أنه «لم يعُد ممكناً التعاطي مع الضربات الإسرائيلية في قلب الضاحية إلا بأنها من ضمن عملية انقلاب على المسار الذي تقوده واشنطن مع طهران»، وهو ما عبّر عنه نتنياهو أمس بالقول: «إننا لن نقبل إلا بتدمير كل قدرات إيران النووية لنتأكد من عدم محاولتهم إحياء برنامجهم مع إدارة أميركية أخرى».
لذلك يريد العدو أن يصيب عصفورين بحجر واحد: جرّ المقاومة في لبنان، والتي لا تزال حتى الآن تلتزم سياسة ضبط النفس، إلى حرب جديدة، على وقع تعاظم الحديث الداخلي عن نزع السلاح وشنّ حملات تتهم الدولة بالتقاعس عن تنفيذ المهمة المطلوبة منها، ثم دفع الولايات المتحدة إلى التصعيد ضد إيران وتعليق المسار الدبلوماسي.
وفي بيروت، أدان رئيس الجمهورية جوزيف عون الاعتداء على الضاحية معتبراً أن «على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنيْن لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحمّلا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها»، وطالب رئيس الحكومة نواف سلام «الدول الراعية لاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية، بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات وتسريع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية».
كما دعت وزارة الخارجية «الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة لقرار مجلس الأمن 1701، والالتزامات المتعلقة بترتيبات الأمن، كونها تُقوّض السلم والأمن الإقليمييْن، وجهود الدولة اللبنانية للحفاظ على السيادة الوطنية».
من جهته قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره إن «العدو الإسرائيلي يحاول من خلال هذا الاستهداف عرقلة المفاوضات الإيرانية – الأميركية، إذ إن العدوان الذي نفّذه ليسَ له أي قيمة عسكرية، فالموقع المُستهدف هو موقع مدني، وهو يريد أن يدفع لبنان إلى حرب جديدة من خلال التأسيس لقواعد اشتباك جديدة لن تكون دائمة».
ومن موقع الاستهداف، أعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي «أنّهم يزعمون أنّ هناك صواريخ لكنّ الموضوع هو انتهاك للسيادة الوطنية واستباحة للبنان». وقال: «على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان وإذا كانت الدول تدّعي بأنّها صديقة للبنان فلتزوّد الجيش اللبنانيّ بسلاح دفاعي مناسب».