الـ CONCLAVE الأربعاء فهل يختار الكرادلة خليفة تسير على درب البابا فرنسيس؟

الـ CONCLAVE الأربعاء فهل يختار الكرادلة خليفة تسير على درب البابا فرنسيس؟

الفاتيكان - يستعد 133 كاردينالًا ناخبًا (108 عيّنهم البابا فرنسيس) في مجمع الكرادلة للاجتماع المغلق conclave عند الرابعة والنصف من بعد ظهر بعد غد الأربعاء، لانتخاب خليفة للبابا الراحل ويواجهون خيارًا صعبًا ، إما البناء على إصلاحات البابا الراحل ورؤيته، وإما التباطؤ والشروع في تصحيح المسار نحو أوروبا - حسب ما يجمع عليه المحللون في إيطاليا. 

الصحف الكبرى التي أجرت استطلاعًا مع الكرادلة النافذين تؤكد ان  حبرية البابا فرنسيس  أحدثت هزة عميقة في الكنيسة الكاثوليكية، اذ دعا الحبر الراحل ، الذي استمر اثنتي عشرة سنة، الكنيسة إلى الخروج من حال الراحة والانخراط في أفقر المجتمعات، وفتح نقاشاتٍ حول مواضيع كانت تُعتبر محظورة، مثل دور المرأة، وقبول الكاثوليك بمجتمع الميم باعتبارهم "أبناء الرب"، وفتح الباب أمام المطلقين المتزوجين مجددًا لتناول القربان المقدس، كما لفت الانتباه بانتقاداته اللاذعة للظلم الاقتصادي ودعواته إلى حماية المستضعفين على الأرض.

طوال فترة حبريته، واجه بابا الفقراء مقاومة شرسة من مجموعات كاثوليكية محافظة ولكنها صاخبة، فضلاً عن قدر معين من اللامبالاة.  هو أيضا البابا فرنسيس لم يكن مباليا تجاه اللامباليين وكان يصغي إلى الذين لا صوت لهم.

رغم هذا التباين، الذي خرج إلى العلن في أروقة الكرسي الرسولي، يفضل الكرادلة خيارًا أكثر أمانًا يركز على الوحدة التي ستتكرس يوم الأربعاء في مجمع كنيسة ،Sistina، يوم الأربعاء، لبدء عملية انتخاب خلف جديد للبابا فرنسيس.

توجه الكرادلة

هناك تباين حقيقي بين مختلف الكرادلة فهناك من يريد السير على خطى البابا الراحل هناك من يركز على "تنوع" الكنيسة العالمية، التي ابتعد محورها عن أوروبا والغرب، (كرادلة أوروبا) يدعو آخرون البابا القادم إلى تأكيد الوحدة.  بعض الكرادلة من أوروبا الغربية بين مناصري الوحدة يصفون حبرية البابا فرنسيس بأنها استبدادية مُفرّقة.  يبدو حتى هذه الساحة أمين سر دولة الفاتيكان (رئيس الحكومة) الكاردينال بيترو بارولين المرشح الأبرز يُمثل نقطة التلاقي، لكن الفاتيكان اليوم يختلف عن فاتيكان ما قبل فاتيكان البابا فرنسيس الذي يتمتع بشعبية عالمية تفوق موقف تجمع من الكرادلة. بالطبع الكاردينال بارولين الشخصية الهادئة غير قادر على مُخاطبة الجماعة، على عكس فرنسيس الذي كان يرتجل في كثير من الأحيان، وكان غالبًا ما يُشارك في حواراتٍ مُتبادلة مع الشباب. يحظى الكاردينال بارولين بدعم من شبكة واسعة من ديبلوماسيي الكرسي الرسولي، وهو عضو فيها.

بدأ البابا فرنسيس بعملية إصلاح متعددة في حياة الكنيسة التي لا تقتصر على الانتماءات الدينية واعترف به البشر من مختلف الأديان كراعٍ عالمي وكان يعتقد أنه يجب على الأديان أن تتحد في قضية مشتركة لإنقاذ البشرية، العالم بحاجة ماسة إلى نفحة أمل جديدة، رحلة مجمعية تختار الحياة على الموت، والأمل على اليأس.