مرقص: الصحافة الحرة هي أساس الديمقراطية وحجر الزاوية في بناء المجتمعات المتقدمة

مرقص: الصحافة الحرة هي أساس الديمقراطية وحجر الزاوية في بناء المجتمعات المتقدمة

أحيت "اليونيسكو" اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار "التغطية الإعلامية في عالم مليء بالتحديات، أثر الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة والإعلام"، في احتفال برعاية وزير الإعلام المحامي بول مرقص وحضوره، جمع مهنيين في مجال الإعلام وخبراء في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني وصحافيين شبابًا للبحث في العلاقة المتغيرة بين التكنولوجيا والإعلام في عصر يشكل فيه الذكاء الاصطناعي عاملاً محوريا ومؤثرا. 

حضر الاحتفال إلى الوزير مرقص، النائب إلياس حنكش، وزير الإعلام السابق زياد المكاري ، الوزيرة السابقة مي شدياق، مديرة مكتب اليونسكو في بيروت كوستانزا فارينا، ممثل المنظمة الدولية للفرنكوفونية في الشرق الاوسط آيفون اميرجانيان، رئيس مجتمع الإنترنت لبنان ISOC-LB المحامي شربل شبير وعدد من خبراء التكنولوجيا وممثلون عن منظمات دولية ومجتمع مدني وطلاب جامعات.

بعد النشيد الوطني، قدم الاحتفال جورج عواد، ثم ألقت فارينا كلمة قالت فيها: "جلب الذكاء الاصطناعي إلى لبنان وعوداً كبيرة ومخاطر كبيرة في آن معاً. فمن جهة، يتيح فرصاً جديدة للناس للوصول إلى معلومات والتواصل عالمياً وإسماع أصوات الفئات المهمشة. ومن جهة أخرى، يثير مخاوف جدية حول المعلومات المضللة والمراقبة التلاعب الرقمي - وهي تحديات تكتسب أهمية خاصة في سياقنا المحلي حيث غالباً ما تواجه استقلالية الإعلام ضغوطاً. وقد دعمت اليونسكو لبنان باستمرار في مواجهة هذه التحولات التكنولوجية والاجتماعية، من خلال العمل عن كتب مع شريكنا المؤسساتي، وزارة الإعلام، لتعزيز مشهد إعلامي حر وتعددي آمن وشامل".

أضافت:"يهدف اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام إلى: تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام اللبنانية، والمجتمع المدني، والحكومة، والشركاء الدوليين لتعزيز حرية الصحافة. الدعوة إلى اعتراف وسائل الإعلام اللبنانية الكامل بالذكاء الاصطناعي ودمجه بمسؤولية، مع التركيز على الاستدامة المالية والتمثيل العادل. تشجيع الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي خلال الانتخابات الحالية والمستقبلية للحفاظ على سلامة المعلومات وثقة الجمهور. تعزيز الثقافة الإعلامية والرقمية بين المواطنين اللبنانيين كأداة رئيسية لمواجهة المعلومات المضللة. هذه هي المواضيع التي ستُناقش في الجلسات الرئيسية الثلاث التالية".

اميرجانيان

وكانت كلمة لـ اميرجانيان قال فيها: "إن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، من خلال برمجتها عمومًا وخطة عملها في لبنان خصوصًا، تدعم وسائل الإعلام من خلال تعزيز قدراتها في مجالات عدة، بما في ذلك مجال الوقاية من اضطرابات المعلومات ومكافحتها. وتهدد هذه الاضطرابات رفاهة الشعوب واحترام حقوق الإنسان. كما أنها تؤدي إلى إضعاف ثقة المواطنين في وسائل الإعلام والمؤسسات التقليدية، وتشجع الاستقطاب وتضعف التماسك الاجتماعي. وبذلك فإنهم يلحقون ضرراً بالغاً بالعمليات الديمقراطية من خلال الحد من التعددية في المعلومات التي يحتاجها المواطنون لاتخاذ قرارات مستنيرة. وتتزايد هذه الاضطرابات بشكل كبير مع تعزيز الذكاء الاصطناعي التوليدي بالفعل لإنشاء ونشر معلومات مزيفة على نطاق واسع بمستويات غير مسبوقة من التفاصيل".

أضاف: "لقد قامت المنظمة الدولية للفرنكوفونية واليونيسكو، اللتان تسعيان إلى تحقيق أهداف مشتركة لصالح الوقاية من اضطرابات المعلومات ومكافحتها، بتوحيد جهودهما لدعم وزارة الإعلام في تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة هذه الآفة في إطار اتفاقية شراكة ثلاثية، لا سيما في ظل السياق الأمني ​​والحرب الأخيرة في لبنان. ويتم تنفيذ هذا الدعم من خلال حملة توعية عامة عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وأنشطة بناء القدرات لموظفي الوزارة والوكالة الوطنية للإعلام، وتحديث الأدوات، بالإضافة إلى أنشطة التثقيف الإعلامي والإعلامي للصحافيين".

مرقص

 بدوره، قال الوزير مرقص: "ايها الإعلاميون حماة الكلمة الحرة، وصوت الحقيقة في زمن التحديات. اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة تذكر العالم بأهمية الصحافة الحرة والمستقلة كحجر أساسي في بناء المجتمعات الديمقراطية، وأداة أساسية لنقل الحقيقة وتوعية الرأي العام. إنه يوم تذكر فيه ايضا بتضحيات الصحافيين الذين يعرضون حياتهم للخطر لنقل الصورة والصوت بحقيقتها الكاملة، فالأوطان لا تحمى بالصمت بل بالحقيقة كما يقول الصحافي الكبير غسان تويني".

أضاف:"بغياب الصحافة تصبح الحقيقة غائبة، وبغياب الحرية تصبح الحقيقة مشوهة وكثر هم الصحافيون الذين ضحوا بحياتهم للحفاظ على هذه الحرية من الأخوين محمد ومحمود المحمصاني، الى عبد الكريم الخليل وعبد القادر الخرسا، ونور الدين القاضي والشيخ أحمد حسن طبارة وسعيد فاضل عقل، ونسيب المتني الى عصام عبد الله مروراً بسمير قصير وجبران التويني ولقمان سليم دون أن ننسى الشهيدة الحية مي شدياق. لاجل كل هذه التضحيات، نحن متمسكون بحرية التعبير وخصوصا حرية الصحافة التي تميز لبنان عن محيطه، وتشكل جوهر هويته وتعدديته وانفتاحه الثقافي والفكري لأن الحرية تموت إذا صمتت الصحافة".

ورأى أن "حرية الصحافة ليست امتيازا، بل هي حق يجب الحفاظ عليه بوعي ومسؤولية. وفي هذا العصر الذي يشهد تطورا متسارعا في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي، من الضروري أن تواكب الصحافة التكنولوجيا مع التزام مبادئ الحقيقة والديمقراطية وكرامة الإنسان. وفي هذا السياق، نؤكد من جديد التزامنا التعاون الوثيق مع اليونيسكو من أجل حماية حقوق الصحافيين، وحماية تراثنا السمعي - البصري، ومكافحة التضليل والاخبار المضللة من خلال تطوير صفحة الفاكت تشيك ليبانون وتدريب فريق العمل وتزويده بالادوات والتجهيزات اللازمة لإيصال الخبر الصحيح، بالتعاون ايضاً مع شركائنا المنظمة العالمية للفرنكوفونية".

ختم:"للحفاظ على حرية التعبير وحرية الصحافة، اتخذنا سلسلة من الخطوات من بينها مشروع قانون الإعلام الجديد بهدف تعزيز الحرية وإلغاء العقوبات السجنية، بالتعاون أيضًا مع منظمة اليونيسكو التي قدمت لوزارة الإعلام دعماً تقنياً لإنجاز هذا المشروع بالتعاون مع اللجنة المنبثقة من لجنة الادارة والعدل النيابية والصحافيين والنقابات والمجتمع المدني والأكاديميين، لأن هذا القانون يعنيهم وهم جزء أساسي فيه. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري أن يُقرّ هذا القانون كي يحصل الصحافيون على حقوقهم وتضمن حرية التعبير".

إشارة الى أن اليوم كان مناسبة لإطلاق حملة جديدة للتربية الإعلامية والمعلوماتية، التي طورت من قبل اليونيسكو بالتعاون مع وزارة الإعلام في لبنان والمنظمة الفرنكوفونية الدولية (OIF) تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي العام حول التفكير النقدي وتزويد المواطنين بالأدوات اللازمة للتصدي للأخبار المزيفة والمعلومات المضللة.

في خطوة إضافية لدعم قدرات الإعلام المحلي، سلمت "اليونيسكو" ست كاميرات لمراسلي "الوكالة الوطنية للإعلام" و"تلفزيون لبنان". وكان هؤلاء الصحافيون قد حصلوا سابقا على قدرات في تقصي المعلومات من خلال برنامج تدريب متخصص ركز على مكافحة المعلومات المضللة والحفاظ على نزاهة الإعلام في سياقات صعبة.

تخلل الاحتفال سلسلة من الجلسات التفاعلية جمعت بين الإعلاميين وخبراء الذكاء الاصطناعي وصناع السياسات والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني. وأفسحت هذه الجلسات المجال للنقاش المفتوح وتبادل الآراء حول الجوانب العملية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي في الإعلام، وشملت المواضيع دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة ونشر المعلومات المضللة، وتأثيره على إنتاج الأخبار واستدامة وسائل الإعلام، والتحديات التي يطرحها على استقلالية التحرير والخطاب الديمقراطي وسلطت النقاشات الضوء على الحاجة إلى وضع ضمانات قوية وأطر حوكمة شاملة لحماية حرية الصحافة.

لم تقتصر الجلسات على الخبراء فقط بل أثريت أيضا بمشاركة أصوات الشباب فقد ساهم فريق من طلاب الجامعات ضمن مبادرة "غرفة أخبار الشباب" في إضفاء بعد عملي تعليمي على الحدث، حيث غطوا الجلسات، وأجروا مقابلات، وأعدوا تقارير كجزء من تدريب منظم على التغطية الإعلامية الاحترافية وأخلاقيات الصحافة.

يشكل اليوم العالمي لحرية الصحافة 2025 منصة لاستكشاف كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في دعم أو تحدي التدفق الحر للمعلومات، وتعزيز حرية الصحافة، والمساهمة في ترسيخ الديمقراطية والتنمية المستدامة في عالم رقمي سريع التطور. كما يجدد هذا اليوم التزام اليونسكو تعزيز مشهد إعلامي حر وشامل ومبني على معايير حقوق الإنسان، تماشياً مع الهدف 16.10 من أهداف التنمية المستدامة لضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية