جديد العميل محمد صالح.. قدم معلومات حساسة وقبض بيتكوين

لا تزال التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني مع محمد صالح، المنشد الديني المقرب من حزب الله الذي يواجه اتهامات بالتخابر مع إسرائيل، تتواصل.
فيما كشفت مصادر قضائية للعربية.نت/الحدث.نت "أن التحقيقات بملف صالح مستمرة، وهي ذات طابع فني في الوقت الحالي، بانتظار نتائج تحليل الأجهزة الإلكترونية التي كانت بحوزته من أجل مقاطعتها مع معلومات أخرى، ما يحتاج إلى وقت إضافي".
كما كشفت المصادر "أن التحقيقات مع الموقوف أظهرت حتى الآن أنه منغمس كثيراً مع الموساد الإسرائيلي، وأنه تلقى مبالغ طائلة منها عملات بيتكون مقابل تقديمه معلومات حسّاسة جداً عن قياديين في حزب الله وأماكن تواجدهم، فضلاً عن مراكز عسكرية وخطط عمل للحزب في الجنوب".
إلى ذلك، أكدت أن "ملف صالح ليس الوحيد أمام القضاء، بل هناك عشرات الموقوفين بتهم التعامل مع إسرائيل، دون وجود أي ترابط بينهم، إذ إن الإسرائيلي جنّدهم بشكل منفرد وليس كشبكة".
فيما قال الكاتب السياسي مجيد مطر للعربية.نت والحدث.نت: "إن عامل المال يُشكل السبب الرئيسي للعمالة داخل صفوف بيئة حزب الله، نتيجة انخفاض حجم الأموال التي اعتادت أن يضخّها، لاسيما بعد حرب 2006". وأوضح "أن عملية الانتساب إلى حزب الله تمرّ بمراحل عقائدية وفكرية وسياسية، وكان هناك تشدد في ذلك، لاسيما لجهة عقيدة قتال إسرائيل جنوب لبنان".
إلا أنه أضاف "أنه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان واضطرار الحزب إلى وراثة الحكم بلبنان بعد السوريين، وارتفاع منسوب الخلافات ذات البُعد الطائفي زادت حاجته إلى مزيد من المنتسبين، وفتح الباب أمام دخول عشوائي، الأمر الذي مكن إسرائيل من خرق صفوفه نتيجة تحوله إلى حزب شعبي بعدما كان عقائدياً".
إلى ذلك، اعتبر "أن هذه التحوّلات في لبنان منذ العام 2005 وحتى اليوم جعلت حزب الله يضم العديد من المنتسبين الصادقين وغير الصادقين، بالإضافة إلى انغماسه بالحرب السورية التي كشفته أمنياً أمام إسرائيل، وهذا ظهر جلياً بحرب الإسناد التي خاضها وأدت إلى مقتل العديد من قادته".
ومنذ العام 2008، بدأ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي مراقبة داتا الاتصالات، وتوصّل بنتيجتها إلى وجود تواصل بين أفراد من بيئة حزب الله والموساد.
وبحسب مطر، "عرض فرع المعلومات على قيادة الحزب، تحديداً مسؤول جهاز الأمن والارتباط وفيق صفا ما لديه من معلومات حول هذه الاتصالات، إلا أن المكابرة والغرور لديهم منعتهم من القبول بالمعلومات التي لدى أجهزة الدولة اللبنانية، ورفضوا أن تكون بيئة الحزب حاضنة لعملاء".
كذلك كشف مطر "أن أحد العملاء في حزب الله كان يملك مكتب سفريات يُنظّم رحلات إلى المراقد الدينية، واستطاع كسب ثقة العديد من المناصرين بسبب التسهيلات بالدفع التي كان يُقدّمها لهم في المناسبات الدينية، وهذا ما مكّنه من الحصول على معلومات ثمينة من داخل بيوت كوادر وقادة بالحزب".
علما أنه عادة ما تتولى الوحدة 900 في حزب الله محاكمة ومحاسبة المتعاملين مع إسرائيل، حيث يخضع المشتبه بهم لتحقيقات معقّدة تُستخدم فيها آلات كشف الكذب.
لعل هذا ما أثار استغراب المراقبين من تولي أجهزة الدولة اللبنانية التحقيق مع العملاء داخل بيئة حزب الله.
وفي الإطار، اعتبر مطر "أن حزب الله يُسلّم العملاء للدولة حسب درجة العمالة والصفة الحزبية. فإذا كان ذا صفة قيادية لا يُسلّمه، أما إذا كان عادياً فتتولى أجهزة الدولة التحقيق معه، طبعاً بالتنسيق مع الحزب".
وكان خبر توقيف صالح وتوجيه اتّهامات له بالعمالة، نزل كالصاعقة على جمهور حزب الله قبل أيام. وعبّر العديدون خلال الأسبوع الماضي عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أن الحزب كان "يُفاخر" دائماً بأن لا عملاء في صفوفه، متّهماً خصومه بذلك.
وتناقل المناصرون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل صوراً جمعت صالح مع العديد من قتلى حزب الله، الذين قضوا منذ أكتوبر 2023، وكان يكتب عليها عبارات نعي ورثاء.
يذكر أنه ألقي القبض على صالح في 28 أبريل الفائت، بعد بلاغ قدمه وكيل محل تحويل الأموال في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت كان يعمل لديه.