سلام لا يركع... والطائفة السنية ليست للبيع

خاص مراسل نيوز

سلام لا يركع... والطائفة السنية ليست للبيع

حين تُذل الطائفة السنية في وطنها، لا على يد خصومها فقط بل بأيدي من يدّعون تمثيلها، تخرج من بين رماد الخيبة قامة لا تنحني.

نواف سلام ليس مجرد قاضٍ ولا دبلوماسي. هو صوت العقل حين يصمت الجميع، وهو اسم الطائفة السنية حين ترفض أن تُستخدم مطيةً ولا أن تُختزل في زعيم صفقة أو تاجر موقف.

 

ليس نواف سلام صورة جديدة في دفتر الوجوه القديمة.

هو ليس ميقاتي الذي يساوم، ولا الحريري الذي يتردّد، ولا أولئك الذين يتنفسون طائفية ويختنقون عند أول اختبار وطني.

نواف سلام هو المرآة التي نرى فيها وجعنا، وكرامتنا المسلوبة، وتاريخنا حين كان صوتنا ميزان الدولة لا صداه الهامشي.

 

في بلد حاصرته الدويلات، وابتلعته أجهزة أمنية خارجة عن القانون، يرفع سلام راية الإصلاح، لا بالكلام الفارغ، بل بمواقف تهز أركان المنظومة.

 

ألغى وثائق الاتصال التي جعلت من شبابنا أهدافًا جاهزة للتوقيف التعسفي.

 

رفض استمرار المحكمة العسكرية كأداة للانتقام الطائفي.

 

قال: لن تبقى الأجهزة الأمنية فوق الدولة. الدولة فوق الجميع، ولو كره “الحزب”.

 

 

وفي المقابل؟

صمتٌ من حلفاء الطائفة.

ميقاتي يهمس للمنظومة لئلا يغضب شركاؤه.

والحريريون مشغولون بالميراث والفراغ.

أين أنتم من الرجل الذي يرفع باسمكم لواء الكرامة؟

هل أصبح صوت الحق يتيماً في دياركم؟

 

إن كنتم تظنون أن الطائفة السنية بلا رجال، فانظروا إلى نواف سلام.

رجل لا يطلب حراسة من سفارة. لا ينتظر تزكية من الخارج. لا يخشى أن يغضب حزبًا أو طائفة.

هو رجل مؤسسة في زمن المزرعة.

رجل إصلاح في زمن التسويات.

رجل دولة حين تحوّلت السياسة إلى بورصة مناصب ومنافع.

 

نواف سلام ليس مرشح تسوية، بل مرشح سيادة.

ليس مرشح طائفة، بل مرشح وطن.

لكنه أمل الطائفة السنية في أن تستعيد دورها: طائفة الاعتدال والعقل، لا طائفة الشارع والمظلومية.

 

اليوم، كل سني لا يقف مع نواف سلام... يخون تاريخ الطائفة.

وكل سياسي سني يصمت عن هذا الظلم، هو شريك في جريمة خطف الدولة.

 

نحن لا نحتاج إلى زعيم جديد...

نحن بحاجة إلى خيار جديد.

ونواف سلام هو هذا الخيار.

 

فاسمعوها جيداً:

الطائفة السنية ليست للبيع.

الطائفة السنية ليست تابعاً.