حزب الله يُغرق لبنان بالفوضى: كفى متاجرة بدماء الأبرياء لتثبيت هيمنته!
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
ما شهدناه في الجنوب اللبناني لم يكن مجرد مأساة، بل كان نتيجة لسياسات متعمدة تستغل دماء الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية وإعلامية. حزب الله، الذي طالما رفع شعارات المقاومة، كشف عن وجهه الحقيقي كجهة تتخذ من حياة الناس أداة لتحقيق مكاسب في لعبة النفوذ، غير عابئ بالثمن الإنساني الباهظ
تسبب حزب الله في الزجّ بالمواطنين الأبرياء نحو مواجهة محسومة النتائج مع الاحتلال الإسرائيلي، مستغلاً الفراغ الحكومي والتوترات السياسية. سقوط 22 قتيلاً وأكثر من 125 جريحاً بين المدنيين والعسكريين لم يكن نتيجة للصدفة، بل نتيجة لتحريض مباشر، حيث أراد الحزب تصوير نفسه كقوة ميدانية مؤثرة مهما كان الثمن
المشهد الذي خطط له حزب الله لم يكن يهدف إلى تحرير شبر من الأرض أو حماية المواطنين، بل إلى تعزيز سردية إعلامية تستعيد وهجاً خافتاً لفكرة "المقاومة". ومع ذلك، فإن هذا الاستعراض الباهت يكلف لبنان مزيداً من الأرواح ويفاقم العزلة السياسية للدولة التي تحاول جاهدة الوقوف على قدميها وسط الأزمات.
بات واضحاً أن حزب الله لم يعد يمثل أي مصلحة وطنية، بل يخدم أجندات إقليمية عابرة للحدود، فيما يتحمل الشعب اللبناني كلفة هذه السياسات. الجنوب أصبح مسرحاً لصراعات لا علاقة لها بالمصلحة اللبنانية، حيث يتم توظيف المعاناة والموت لتوجيه رسائل سياسية، على حساب حياة المواطنين الأبرياء.
"جيش وشعب ودولة": الحل الذي يتجاهله الحزب
لبنان اليوم بحاجة إلى مشروع وطني حقيقي، يعتمد على معادلة واحدة: "جيش وشعب ودولة". لا مكان بعد اليوم لمعادلة "جيش وشعب ومقاومة" التي أصبحت عبئاً على الوطن وسبباً في مآسيه. الجيش اللبناني وحده يجب أن يكون المسؤول عن حماية الحدود وحياة المواطنين، بعيداً عن أي هيمنة ميليشياوية أو أجندة حزبية.
كفى عبثاً بأرواح اللبنانيين
على الحكومة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها فوراً، فتوقف استغلال المواطنين كدروع بشرية، وتضع حداً لتحركات حزب الله التي تغرق البلاد في مستنقع الأزمات. الشعب اللبناني يستحق أن يعيش في دولة تحترم حقوقه وتحميه، لا أن تُترك حياته رهينة لتصرفات غير مسؤولة.
إلى كل لبناني يقرأ هذه السطور: من حقك أن تعيش بأمان، أن تكون أولويات دولتك حماية حياتك ومستقبلك. لا تسمح بأن تكون جزءاً من لعبة سياسية تستنزف الوطن وتعمق جراحه. لبنان يستحق أفضل، وأفضل ما يمكن أن نقدمه له هو أن نقف معاً ضد كل من يتلاعب بأمنه واستقراره، مهما كان شعاره أو ادعاؤه.
هذه ليست مجرد كلمات، بل صرخة وطنية تنادي بتحقيق العدالة ووضع حد للهيمنة التي تخنق آمال لبنان بمستقبل أفضل.