طرابلس تحتضر... وأملها بكم، دولة الرئيس نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

طرابلس لا تحتاج لخطابات... تحتاج إلى قرار.
مدينة بأكملها محاصرة بالنفايات، بالدراجات الفوضوية، بالمولدات السامة، والكلاب الشاردة.
كل شارع فيها يصرخ، كل زاوية تنهار، وكل مواطن فيها يسأل سؤالاً واحدًا: أين الدولة؟
نكتب إليكم، دولة الرئيس نواف سلام، ومعالي وزير الداخلية أحمد الحجار،
ليس لتسجيل موقف، بل لإطلاق استغاثة حقيقية، من مدينة لا تحتمل الانتظار يومًا إضافيًا.
تأخّر انتخاب رئيس بلدية طرابلس كارثة لا تُغتفر.
لكن رغم كل هذا، ما زلنا نؤمن أن الأمل فيكما.
فأنتما تمثلان ما تبقى من هيبة الدولة، من كرامة المؤسسات، من وعد التغيير الحقيقي.
طرابلس ليست رقمًا في دفتر إداري.
إنها العاصمة الثانية للبنان.
هي نبض الفقراء، وذاكرة التجار، وبيت العائلات الكريمة، وبوابة الشمال الاقتصادي والثقافي.
لكنها اليوم تُقتل مرتين:
مرة من فوضى داخلية، ونكايات بين نائب تغييري ونائب تقليدي يتنازعان النفوذ.
ومرة من صمت الدولة، التي لم تحسم القرار، ولم تُسرّع التعيين، ولم تنقل الملف إلى أيدي العمل.
نقولها بصوت عالٍ:
لا نريد تقسيمًا للبلدية بين 3 سنوات لكريمة و3 لأزمرلي. نريد رئيسًا كاملاً لا مسكنة.
لا نريد ورقة بيضاء من عضوٍ مستقلّ، نريد موقفًا أبيض نقيًّا من الدولة.
لا نريد بلدية بلون سياسي، نريد بلدية بلون كرامة طرابلس.
يا معالي الوزير أحمد الحجار، اليد الآن في يدك.
كل ساعة تأخير هي مسؤوليتك. كل تأجيل لتكليف المحافظ
لكننا نعرفك رجل قانون، وتاريخك يشهد... فلا تتأخر أكثر.
أعد لطرابلس شرعيتها، ولا تجعلها أسيرة حسابات صغيرة لا تليق بها.
ودولة الرئيس نواف سلام،
أنت تمثل آمال الناس الذين اختنقوا من نظام المحاصصة والصفقات.
لا تدع هذه المدينة العريقة تسقط من حساب مشروعك الوطني.
طرابلس اليوم هي أول امتحان فعلي لحكومتك... فاختر أن تنجح به، ولو في اللحظة الأخيرة.
الناس في طرابلس لا تطلب معروفاً، بل حقها.
حقها في إدارة.
حقها في صوت.
حقها في بلدية.
وحقها فيكم.
لا تتركوها وحدها في هذا الجحيم.
ابدأوا من البلدية... فربما منها يبدأ خلاص طرابلس.