رئيس الجمهورية خطّ أحمر: لا دولة بلا رأس، ولا كرامة بلا احترام للموقع

بقلم هئية التحرير. خاص مراسل نيوز

رئيس الجمهورية خطّ أحمر: لا دولة بلا رأس، ولا كرامة بلا احترام للموقع

في زمنٍ فقد فيه البعض حدود الخطاب وحدود المسؤولية، يجب أن يُقالها بصوتٍ عالٍ وواضح:

رئيس الجمهورية هو الخط الأحمر.

ليس لأنّه شخص، بل لأنّه رمز الدولة وميزان الشرعية وبوابة الدستور.

كلُّ من يحاول أن يجعل من موقع رئاسة الجمهورية مادةً للمزايدات أو منصةً للابتزاز السياسي، إنما يعبث بآخر ما تبقّى من هيبة الدولة.

فالرئيس هو رأس الجمهورية، وإذا سقط الرأس، سقطت فكرة الوطن نفسه.

الرئاسة ليست حصة طائفية ولا ورقة تفاوض في بازار السلطة، بل ركن السيادة والضمانة الأخيرة لوحدة اللبنانيين.

قد يختلف اللبنانيون في السياسة، وقد تتصارع الأحزاب على النفوذ، ولكن لا يحقّ لأحدٍ أن يتطاول على موقع الرئاسة تحت أي ذريعة.

من يهاجم الرئاسة اليوم، يفتح الباب غدًا أمام انهيار كل المؤسسات: الجيش، القضاء، والبرلمان.

احترام الرئيس ليس مجاملة لشخصه، بل واجب وطني لحماية النظام الجمهوري من الفوضى والفراغ.

لقد تحوّل بعض السياسيين إلى محترفي استفزاز.

كلما اشتدت أزمة، لجأوا إلى مهاجمة الرئيس، أو إلى استخدام الشارع وسيلة ضغط لتحقيق مكاسب آنية.

لكنّ من يظن أنّ إضعاف الرئاسة يزيد قوّته، يجهل أنّه يضعف نفسه والوطن معًا.

فلا طائفة تكبر على الدولة، ولا زعيم يسمو فوق الدستور.

الرئيس ليس ممثّل طائفة، ولا خصم حزب، بل رمز وحدة وطنية يفترض أن يتعالى عن الانقسام.

ومن واجب الجميع ـــ من طرابلس إلى النبطية، ومن البترون إلى عرسال ـــ أن يتعاملوا مع الرئاسة كمقدّس سياسي لا يُمسّ.

الاختلاف في الرأي مشروع، لكن التطاول على الموقع هو جريمة وطنية وأخلاقية.

لمن يراهن على إسقاط الرئاسة، أو تحجيمها، أو جرّها إلى صراع المحاور، نقول بوضوح:

لبنان ليس ساحة، والرئاسة ليست مكسبًا.

إنها آخر ما تبقّى من فكرة الدولة في وطنٍ يتنازعه الخراب.

والشعب اللبناني، رغم كل خيباته، لن يقبل أن يرى موقعه الأول يُهان أو يُستعمل وسيلة تصفية حسابات.

رئيس الجمهورية خطّ أحمر.

ليس لأننا نخشى الأشخاص، بل لأننا نؤمن أن هيبة الدولة تبدأ من رأسها.

من أراد التغيير فليُغيّر بالانتخابات، لا بالإهانة ولا بالتحريض.

ومن أراد بناء لبنان، فليبدأ بإعادة الاعتبار للرئاسة... لأنّ من لا يحترم رمزه، لا يستحق دولته.