فيصل كرامي… كفى وقاحة سياسية في طرابلس: أين كنتَ يوم أغدقت حكومة ميقاتي 100 مليون دولار على مدينتك؟

هئية التحرير خاص مراسل نيوز

فيصل كرامي… كفى وقاحة سياسية  في طرابلس: أين كنتَ يوم أغدقت حكومة ميقاتي 100 مليون دولار على مدينتك؟

في زمنٍ يتقن فيه بعض السياسيين فنّ الصراخ بدل الفعل، خرج النائب فيصل كرامي ليُطلّ على اللبنانيين بخطابٍ مكرّر، متضامنًا مع الرئيس نبيه بري حول الموازنة، ومُطلقًا شعارات عن "حقوق الشمال وطرابلس" و"الحرمان المزمن". لكنّ السؤال الصادم الذي يطرحه الشارع الطرابلسي اليوم: أين كان فيصل كرامي عندما أقرّت حكومة نجيب ميقاتي مئة مليون دولار لمشاريع طرابلس؟

أين كانت مواقفك الصاخبة حينها؟ ولماذا لم نسمع صوتك دفاعًا عن مدينتك عندما فُتحت صناديق التمويل ووزّعت المشاريع يمينًا ويسارًا؟ هل كنتَ في سباتٍ سياسي، أم في انتظار موسمٍ انتخابي جديد لتعيد تشغيل ماكينتك الخطابية التي لا تنتج سوى ضجيجٍ بلا فعل؟

طرابلس، يا سيّد كرامي، ليست ساحة انتخابية لتصفية حساباتك السياسية ولا ملعبًا للخطابات الموسمية. هي مدينة أنهكها الفقر والحرمان، وتحتاج رجال دولة لا مهرّجين سياسيين. تحتاج من يترجم الكلام إلى فعل، ومن يحوّل المواقف إلى مشاريع، لا إلى تصريحات منمّقة تُقال على الشاشات وتُنسى بعد دقائق.

حين قرّرت حكومة نجيب ميقاتي تخصيص 100 مليون دولار لإطلاق مشاريع تنموية في طرابلس، غاب صوت فيصل كرامي تمامًا. لم نسمع اعتراضًا، ولا رأيًا، ولا حتى متابعة. واليوم يأتي ليتحدّث عن "الحرمان" و"الأبنية الآيلة للسقوط"! فهل هي صحوة ضمير متأخرة أم محاولة مكشوفة لركوب موجة المظلومية الشمالية؟

الطرابلسيون ليسوا سذّجًا. يعرفون تمامًا من خدم مدينتهم بالفعل ومن اكتفى بالشعارات. يعرفون أن الإنماء لا يتحقق من على المنابر، بل من داخل المؤسسات، ومن خلال موقفٍ واضح وجريء عندما تتخذ القرارات المصيرية.

يا سيد كرامي، كفى متاجرةً باسم طرابلس.

فهي مدينة الكرامة لا المزايدات، ومدينة الفعل لا الكلام.

ومن لا يكون حيث يُتّخذ القرار، لا يحق له أن يتحدّث باسم من يدفع ثمن الغياب.