ضغوط على الاحتلال لنشر كامل تفاصيل تقرير حادثة مقتل عُمال المطبخ المركزي العالمي
دعت منظمة المطبخ المركزي العالمي إلى تحقيق مستقل في مقتل 7 من أفراد طاقمها خلال هجمات إسرائيلية بطائرة مسيّرة في غزة بتاريخ 1 نيسان /أبريل الجاري.
يأتي ذلك بعد أن قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “أخطاء جسيمة” قادت إلى الاستهداف القاتل لأفراد منظمة الإطعام الخيرية.
وأسفر تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تسريح اثنين من كبار الضباط.
لكن الرئيسة التنفيذية للمنظمة الخيرية الإغاثية إيرين غور قالت إن الجيش الإسرائيلي “لا يمكنه أن يجري تحقيقاً موثوقاً في إخفاق له بغزة”.
وأضافت إيرين، في بيان لها، بأن “اعتذارات الجيش الإسرائيلي عن عملية القتل الصادمة لزملائنا لا تنفع ولا تشفع لا لأهالي الضحايا ولا لأسرة المطبخ المركزي العالمي”.
ونبّهت إيرين إلى أن إسرائيل يجب أن تتخذ “خطوات ملموسة” لضمان أمن وسلامة عُمال الإغاثة على الأرض في غزة، حيث علّقت منظمات عديدة عملياتها على خلفية سقوط قتلى في صفوفها.
وتواجه إسرائيل ضغوطاً من جانب شركاء غربيين أساسيين من أجل نشر النتائج الكاملة لتحقيقها، والتي لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه حصل على نسخة من التقرير الإسرائيلي و”راجعها بعناية شديدة”.
وأضاف بلينكن بأن الولايات المتحدة “تنتظر أن ترى الخطوات التي يتم اتخاذها، وليس هذا فحسب وإنما كذلك تبعات تلك الخطوات”.
وتواجه إدارة بايدن ضغوطا متزايدة من جانب بعض الديمقراطيين بسبب دعمها العسكري لإسرائيل.
وفي يوم الجمعة، وقّع أكثر من 30 عضواً بالكونغرس، بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، خطابا يحثّ الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته على “إعادة النظر” في اعتماد نقل حزمة أسلحة إلى إسرائيل.
ودعا أعضاء الكونغرس في خطابهم الولايات المتحدة إلى التوقف عن نقل مزيد من الأسلحة، لحين الانتهاء من التحقيق في الغارة الجوية التي قتلت عُمال الإغاثة، أو في حال “أخفقت إسرائيل في تخفيف الضرر الواقع على المدنيين الأبرياء في غزة على نحو كافٍ”.
وفي غضون أربع دقائق يوم الأول من أبريل/نيسان الجاري، سقط القتلى السبعة من عمال الإغاثة عندما دمّرت صواريخ قافلة سياراتهم واحدة بعد الأخرى بينما كانوا منخرطين في مهمة إنسانية.
وكان فريق منظمة المطبخ المركزي العالمي قد حصل على ترخيص من الجيش الإسرائيلي للمساعدة في نقل مواد إغاثية من الشاطئ إلى أحد المستودعات، لكن سلسلة من الأخطاء والفشل في التواصل من جانب الجيش الإسرائيلي نجم عنها اعتبارهم بالخطأ عناصر تابعة لحركة حماس قبل استهدافهم.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن “عددا من الرجال المسلحين” كانوا على مقربة من القافلة، لكن المتحكمين في الطائرة المسيرة تتبعوا بالخطأ سيارات القافلة التي كانت تحمل عُمال الإغاثة.
واعتذر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أقرّ بأن جنوده لم يتّبعوا البروتوكولات المعمول بها ولم يكونوا قد حصلوا على معلومات دقيقة بشأن المهمة الإغاثية التي كانت قد حصلت بالفعل على ترخيص من الجيش الإسرائيلي.
وإلى جانب تسريح ضابطين برتبتَي كولونيل وميجور، تلقت ثلاث قيادات في الجيش الإسرائيلي توبيخا رسميا، فضلاً عن تعليق عمل وحدة الطائرات المسيّرة المسؤولة عن العملية.
وقال وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون إن مسؤولين بريطانيين “عكفوا على مراجعة النتائج الأولية” للتحقيق، ودعوا إلى أن يكون فصل الضابطين مجرد “خطوة أولى”.
وفي منشور على منصة إكس، قال إن “هذه النتائج يجب أن تُنشر بالكامل وأن تُتبع بمراجعة مستقلة شاملة لضمان أعلى درجة من الشفافية والمساءلة”.
في إحاطة إعلامية خاصة، جرى إطلاع صحفيين على مادة إضافية من تحقيق الجيش الإسرائيلي تضمنت مقطع فيديو يميل إلى إظهار مسلح من حماس فوق شاحنة مساعدات.
وجاءت تلك الإحاطة الإعلامية قبل اعتذار علني من جانب الجيش الإسرائيلي، فيما لم يُنشر للعلن سوى ملخص من تلك التحقيقات.
وجرت التحقيقات الإسرائيلية عبر نظام تأديبي قائم بالفعل وهو مخوّل بالتعامل مع دعاوى سوء السلوك العسكري، وقد أشرف على التحقيقات ميجور جنرال (احتياط).
ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري التقرير بأنه من تنفيذ “هيئة مستقلة احترافية من خارج التسلسل القيادي”.
وفي مؤتمر صحفي يوم الجمعة، قال هاغاري إن التحقيقات سوف تُنشر للعلن بطريقة “واضحة وشفافة” ولكن بعد تقديمها بالكامل لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، وكذلك لممثلين عن دول لقي مواطنون منها مصرعهم في الحادث.
وقال هاغاري إن جنود الجيش الإسرائيلي كانوا “متأكدين أنهم يستهدفون حماس”، لكنه وصف الهجمات بأنها “مأساة” نجمت عن “سلسلة مريعة من الأخطاء”.
وفي يوم الجمعة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن 196 من عمال الإغاثة لقوا مصرعهم في غزة منذ بداية الحرب، مضيفا: “نريد أن نعرف لماذا قُتل كل واحد من هؤلاء؟”
وفي مؤتمر صحفي، قال غوتيريش إن “الحكومة الإسرائيلية اعترفت بوقوع أخطاء، لكن المشكلة الأساسية ليست في مَن اقترف الأخطاء، إنما هي في استراتيجية الجيش وفي التدابير المعمول بها والتي تسمح بوقوع مثل تلك الأخطاء بشكل متكرر”.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة بأن “إصلاح تلك الأخطاء يتطلب تحقيقات مستقلة وتغييرات جديّة وملموسة على الأرض”.
وأسهم مقتل عُمال المطبخ المركزي العالمي في زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الطريقة التي تدير بها الحرب، مما قاد خلال الأيام الأخيرة إلى توجيه دعوات بوقف إمداد إسرائيل بالسلاح.
ويوم الخميس، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس وزراءالاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن استمرار الدعم الذي تقدّمه واشنطن أصبح مرتهناً بالسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى غزة، فضلا عن اتخاذ تدابير إضافية لحماية عمال الإغاثة.