المفتي حجازي مصعدا: إما ينتخب المجلس النيابي رئيساً أو فليستقيل وينتخب الشعب رئيسه
دعا مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق محمد حجازي المجلس النيابي الى تحمل مسؤولياتهم وإن لم يكن بالإمكان انتخاب رئيس للجمهورية في البرلمان اللبناني فعلى النواب الاستقالة فورا وانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب اللبناني، رافضا ان يخضع لبنان لوصايات جديدة تمد الدعم للعدو الصهيوني الذي يفتك باهلنا في غزة. كما انتقد التفريط بالأمن وعمليات الخطف والقتل وحماية المجرمين.
كلام المفتي حجازي جاء خلال خطبة عيد الفطر السعيد، حيث أم المصلين في قاعة مسجد ودار افتاء راشيا في بلدة البيرة في قضاء راشيا، بحضور لفيف من العلماء والمشايخ وأئمة وخطباء المساجد وحشد كبير من المؤمنين من بلدة البيرة ومن قرى المنطقة.
وقال المفتي حجازي:" إن من القيم العظيمة التي تعلَّمها المسلمون في شهر رمضان تحمُّلَ المسؤوليةوهي عامة وشاملة في حياة كل مسلم، والقيام بها سبب للحياة السعيدة الطيبة، والنجاة في الآخرة، فكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته، وإن من فقه المسؤولية أن يتحمل الساسة في لبنان مسؤولباتهم تحاه الوطن وأهله.
وسأل المفتي حجازي هل يعقل أن يبقى لبنان دونما رئيس للجمهورية فيما يقرب من عامين؟ وهل يمكن أن يبقى الوطن في هذا التقهقر والانحدار وعلى جميع المستويات؟ وهل يسمح بالتفريط في الأمن في لبنان بحيث لم يعد يأمن المواطن على نفسه وأهله وماله ما بين سرقة في ملأ وخطف وقتل وتجارة للمخدرات ومخالفة للقوانين وحماية للمجرمين، وبالمقابل زج لأبنائنا في السجون لسنوات وسنوات دونما محاكمات، بينما يجوب المجرمون الشوارع دونما حساب ولا رقيب؟ أهكذا يمكن ان يبنى وطن سيد حر مستقر مستقل ، وهل لا يمكن للبنان إلا أن يكون تحت الوصاية؟ ألم نجرب الوصاية على لبنان وماذا فعلت بلبنان وأهله؟ أليس عندنا في لبنان راشدون؟ هل يمكن أن نثق بالوصااية على لبنان من دول ساهمت ولا تزال بمد الدعم للعدو الصهويني الذي يفتك باهلنا في غزة؟ وتابع "إننا لا نثق بهم ولا نرحب بهم في وطننا لبنان وقبولنا وصايتهم علينا قبول للصهويني ان يتحكم بنا, فإلى متى سيبقى لبنان دونما رئيس للجمهورية؟ هل يعقل ان نكون على مشارف العامين في فراغ رئاسي وتدهور افتصادي وخلل سياسي واعتداء صهويني مستمر على برنا وبحرنا وانتهاك لمجالنا الجوي وقنص لأهلنا وأبنائنا في الجنوب والبقاع والجبل والإقليم ،دونما حراك رسمي لمواجهته.
وفي موقف تصعيدي اضاف حجازي " إنني أقول وباسم الشعب اللبناني إن لم يكن بالإمكان انتخاب رئيس للجمهورية في البرلمان اللبناني، فعلى النواب الاستقالة فورا وانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب اللبناني، فقد سئمنا الإقطاع بانواعه خاصة السياسي منه لأنه هو من يعطل هذا الاستحقاق الأساس في لبنان.
وتابع " أيها اللبنانيون إننا نعيش هذا العيد وقد أشربت فرحته بكبير ألم وغصة خاصة ما يجري في غزة من جرم عالمي عليها وتخاذل عربي عن نصرتها، في مقابل دعم لا محدود للعدو الصهيوني من دول خيبت الآمال، وكشفت الوجه الحقيقي، فعرت غزة المنافقين وأزالت القناع عن الوجوه، فلم يعد لتلك الأبواق التي صمت الآذان من أجل فلسطين، حيث سقطت في الامتحان وتبين أن النفاق فاق. فلمٓ تقولون ما لا تفعلون؟ ها هي الْأَرْضُ الْمُبَارَكَةُ -أَرْضُ الْأَنْبِيَاءِ وَمَوْطِنُ الْمِعْرَاجِ، أَرْضُ فِلَسْطِينَ الْمُحْتَلَّةِ- اسْتَحَرَّ فِيهَا الْقَتْلُ، وَسَالَتْ فِيهَا الدِمَاءُ، وَمُزِّقَتْ فِيهَا الْأَشْلَاءُ، فَفَضَحَتْ تِلْكَ الْأَحْدَاثُ قُوَى الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ، وَمَا يَدَّعُونَهُ مِنْ حِفْظِ حُقُوقِ الْإِنْسَانِ، وَحُقُوقِ الْمَرْأَةِ، وَحُقُوقِ الطِّفْلِ؛ إِذْ سُحِقَتْ هَذِهِ الْحُقُوقُ الْمُدَّعَاةُ عَلَى ثَرَى فِلَسْطِينَ الْمُحْتَلَّةِ، قُتِلَ عَشَرَاتُ الْآلَافِ، أَكْثَرُهُمْ مِنَ الْأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ، وَهُجِّرَ مِئَاتُ الْآلَافِ، وَحُوصِرُوا وَجُوِّعُوا، بِلَا ذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ؛ إِلَّا لِأَنَّ الْعَدُوَّ الْغَاشِمَ عَجَزَ عَنْ مُقَارَعَةِ خُصُومِهِ، فَنَفَّسَ عَنْ غَضَبِهِ فِي الضُّعَفَاءِ وعليه فإن العيد رغم الجرح المتمادي في غزة إلا أن من معالم النصر فيه تعرية المنافقين وبإذن الله ووعده النصر حليف اهل غزة الذين يواجهون عدوا ليس واحدا بل أعداء من دول كثيرة ولا يزال صابرا ومثابرا ومجاهدا.