نبيه بري: صانع العهود أم حارس الفوضى؟

بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم

نبيه بري: صانع العهود أم حارس الفوضى؟

قبول جوزف عون ونواف سلام كفرصة للنهوض الوطني

على الرئيس نبيه بري أن يقرّ بجدية بدور جوزف عون كرئيس للجمهورية، ونواف سلام كرئيس للحكومة المكلف، دون اعتبار ذلك تنازلاً، بل خطوة تعزز تعددية الآراء السياسية لصالح الوطن. هذا القبول قد يحوله إلى داعم حقيقي لعهد جديد قائم على النهضة الوطنية، مستثمراً خبرته الواسعة وإمكاناته في تفعيل أدوات النجاح، عوضاً عن استثمارها في التعطيل. بهذا الأسلوب، يمكن للرئيس بري أن يصنع إنجازاً تاريخياً يُخلّد اسمه.

 

حزب الله وضرورة العودة إلى لبننة سياسية

يعتمد "حزب الله" بشكل كبير على الرئيس بري الذي يمثل امتداداً لفكر الإمام موسى الصدر وشمس الدين. إعادة الحزب إلى لبننة واقعية قد تنعكس إيجاباً على الطائفة الشيعية، رغم أنها قد تضعف الحركة على المدى الطويل. يمثل هذا النهج فرصة للاندماج الوطني بدلاً من استمرار العزلة.

احتواء حالة الارتباك داخل حزب الله

في ظل الارتباك الذي يعيشه "حزب الله" بعد اغتيال السيد حسن نصرالله وعدد من قادته، برز دور الرئيس بري كعامل تهدئة من خلال صمته الحكيم. بإمكانه أن يمنع أي ردود فعل غير مدروسة قد تزيد من تعقيد الأوضاع والانقسامات، عبر توجيه الأمور نحو مسار أكثر عقلانية.

عادة قراءة الواقع السياسي

الثنائي الشيعي مطالب اليوم بالتعلم من أخطاء الماضي، مثل النكبات التي واجهتها الطوائف الأخرى سابقاً، والخسائر التي مني بها الحزب بسبب سياساته الأخيرة. يتطلب الأمر انفتاحاً على شركاء الوطن بعيداً عن العداء أو الارتهان لماضٍ أثقل كاهل الدولة.

 

مشاركة بري في الحكومة المقبلة كعامل تهدئة

مشاركة الرئيس بري في الحكومة المقبلة قد تكون مفتاحاً لتخفيف الاحتقان السياسي. أما مقاطعته، ومعها "حزب الله"، فقد تزيد من عزل الطائفة الشيعية وتعمق الانقسامات. مشاركة إيجابية من بري قد تقلب الموازين وتفتح باباً جديداً للتعاون.

 

عدم تمسك بري بحقائب أو أسماء مشبوهة قد يكون مدخلاً لبناء ثقة جديدة. اختيار شخصيات كفوءة ونزيهة، مع تفعيل الوزارات، سيعزز التواصل مع الداخل والخارج ويعيد ثقة اللبنانيين بطائفة غنية بالكفاءات والطاقات الشابة.

 

المرحلة تتطلب من الرئيس بري دوراً قيادياً يرتكز على الانفتاح، الحوار البنّاء، وتجديد الثقة مع مختلف الأطراف. بقدرته على لعب هذا الدور بحكمة، يمكن أن يشكل نقطة تحول محورية نحو الاستقرار الوطني.