هل يطرد لبنان السفير الإيراني ويقاضي طهران في مجلس الأمن؟

بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

هل يطرد لبنان السفير الإيراني ويقاضي طهران في مجلس الأمن؟

بيروت لن تكون ولاية إيرانية! هكذا يتردد اليوم في شوارع لبنان، حيث تصاعدت الدعوات بطرد السفير الإيراني ورفع دعوى أمام مجلس الأمن الدولي ضد طهران، التي تمارس وصايتها على البلاد عبر ذراعها حزب الله. لم يعد النفوذ الإيراني مجرد خطر خفي، بل تحول إلى احتلال مقنّع يضرب المؤسسات اللبنانية ويحول الدولة إلى كيان تابع لطهران.

أحداث طريق المطار الأخيرة كشفت مجددًا عن الوجه الحقيقي لحزب الله: جماعة مسلحة لا تخضع لأي سلطة سوى الأوامر الإيرانية. في مشهدٍ يجسد الإفلات من العقاب والتحدي الصريح للدولة، قام عناصر الحزب بإغلاق الطريق، والاعتداء على الجيش اللبناني، وترويع المواطنين، ما أدى إلى إصابة 23 عسكريًا، بينهم 3 ضباط.

ورغم أن قيادة الجيش أكدت أن تدخلها جاء بأمر من السلطة السياسية لحماية الأمن والاستقرار، إلا أن المشهد كان واضحًا: حزب الله لم يعد مجرد فصيل مسلح، بل أصبح دولة داخل الدولة، تتحدى الجيش اللبناني نفسه دون أي رادع!

حتى القوى الدولية لم تخفِ صدمتها مما جرى، إذ صرّح مسؤول فرنسي لصحيفة "زميلة " قائلًا: "الذين اعتدوا على قوات الأمن وأغلقوا المطار لم يتعلموا شيئًا من تاريخ لبنان. السؤال الآن هو: هل ستواصل إيران تحريك عملائها لتدمير ما تبقى من البلاد؟"

وسط هذا التصعيد الخطير، تزايدت الأصوات المطالبة بطرد السفير الإيراني من بيروت فورًا، باعتباره ممثلًا لدولة تتعامل مع لبنان كمستعمرة، بدلًا من شريك دبلوماسي.

إيران هي الممول الرئيسي لحزب الله، وهو ما يجعلها شريكًا مباشرًا في كل الجرائم التي تُرتكب ضد الدولة اللبنانية.

الدبلوماسية الإيرانية ليست سوى غطاء لتحركات استخباراتية تهدف إلى تعزيز نفوذ طهران على حساب السيادة اللبنانية.

حزب الله ينفذ الأجندة الإيرانية بشكل مباشر، ما يعني أن طهران مسؤولة عن كل عمليات زعزعة الاستقرار التي يشهدها لبنان.

إلى جانب المطالبات بطرد السفير، تتجه الأنظار نحو رفع دعوى أمام مجلس الأمن الدولي لمحاسبة إيران على تدخلاتها السافرة في الشأن اللبناني.

هذه الخطوة، رغم أنها قد تبدو غير مسبوقة، أصبحت ضرورية في ظل الوقائع التالية:

إيران تخرق ميثاق الأمم المتحدة بتدخلها في سيادة دولة أخرى من خلال دعم ميليشيا مسلحة خارجة عن القانون.

لبنان يعاني من حصار سياسي واقتصادي بسبب ارتباطه بالمحور الإيراني، وهو ما يتسبب في عزله دوليًا.

رفع الملف إلى مجلس الأمن سيضع إيران تحت ضغط دبلوماسي غير مسبوق، ويجبرها على مواجهة عواقب تدخلاتها.

لكن السؤال الحقيقي هنا: هل تمتلك الحكومة اللبنانية الجرأة على اتخاذ هذه الخطوة؟ أم أنها ستواصل سياسة الخضوع لإملاءات حزب الله؟