البابا فرنسيس: لا مفر من التوتر والجدال في المجتمع الحديث

البابا فرنسيس: لا مفر من التوتر والجدال في المجتمع الحديث

أكد البابا فرنسيس اليوم السبت أنه لا مفر من التوتر والجدال في المجتمع الحديث وإنه لا ينبغي إخفاء ذلك، لكنه حذر من أن محاولة فرض رؤية موحدة تفضي إلى زيادة الإحباط والعنف.

وفي كلمته أمام تجمع للسلام في المدرج الروماني بمدينة فيرونا في شمال إيطاليا، قال البابا إنَّ الناس بحاجة إلى تعلم كيفية التعامل مع الصراع قبل أن يندلع لكن عليهم أيضاً إدراك أن الاختلاف في الآراء أمر صحي.

وقال البابا أمام نحو 12500 شخص تجمعوا في الساحة القديمة: "المجتمع الخالي من الصراعات هو مجتمع ميت. المجتمع الذي يخفي الصراعات هو مجتمع يتجه للانتحار. المجتمع الذي يسعى بنفسه لحل الصراعات داخله هو مجتمع المستقبل".

وأضاف: "عيب الدكتاتوريات هو عدم الاعتراف بالتعددية".

وأشار البابا فرنسيس إلى أن الحروب اندلعت بأنحاء العالم لكن يتعين على عامة الناس محاولة بناء الجسور وتجنب الانجرار إلى صراع مسلح تنفيذا لأوامر قادتهم.

 

وتابع: "ليس للأيديولوجيات أقدام تمشي، ولا أيدي لتضميد الجراح، ولا عيون ترى معاناة الآخرين. فالسلام يصنع بأقدام وأيدي وعيون من يعنيهم الأمر".

ومما يسلط الضوء على آمال البابا في المصالحة بين الأفراد، وقف على المنصة المنصوبة في موقع المدرج الروماني بفيرونا رجلان أحدهما إسرائيلي قُتل أبواه في هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" والثاني ناشط سلام فلسطيني لقي شقيقه حتفه بأحد السجون الإسرائيلية. وأمسك كلاهما بيد الآخر وسط تصفيق حار من الحضور ثم تعانقا.

وقال البابا وسط تصفيق الحضور: "لا أعتقد أن هناك أي كلمات يمكن إضافتها إلى هذا".

ويوجه البابا نداءات أسبوعية تقريباً لإنهاء القتال في صراعات متعددة، وخصوصاً في أوكرانيا وغزة، مما يجعل جهوده من أجل السلام على رأس أولوياته منذ توليه البابوية قبل 11 عاماً.

وقال لجمهوره: "لا تتوقفوا. لا تثبطوا عزيمتكم. لا تصبحوا متفرجين على ما يسمى ’الحروب الحتمية’