البرلمان الإيراني يفتتح جلسته الثانية عشرة بعد حادث تحطم المروحية ومقتل "رئيسي"
بعد أسبوع من حادث تحطم المروحية الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، شهد البرلمان الإيراني بداية دورته الثانية عشرة يوم الاثنين. وفي ظل هذه الأحداث الدقيقة والحساسة، يخطو النواب خطواتهم في بيئة مشحونة بالتوتر، بانتظار ما ستسفر عنه جلسات هذه الدورة المثيرة.وحضر جلسة الافتتاح التي بدأت أعمالها بكلمة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، مسؤولون مدنيون وعسكريون. ونصح المرشد الإيراني النواب بعدم قضاء “الوقت القصير للبرلمان” في “منافسات إعلامية غير مجدية وخلافات سياسية ضارة”.
وفي رسالة المرشد التي قرأها أمام النواب والضيوف رئيس مكتبه محمد محمدي كلبايكاني، قال خامنئي إن البرلمان يجب أن “يبث الهدوء ويكون مفعما بالأمل” و”يدعو إلى التعاطف والإخاء في البيئة العامة للبلاد”.
ونصح خامنئي النواب بأن يكون عملهم الرئيسي “تأمين المصالح الوطنية” و”متابعة قضايا الدوائر الانتخابية التي يجب أن تتم في إطار رؤية كلية لقضايا البلاد”.وتشير تقارير وكالات الأنباء الإيرانية إلى أن النواب أدوا القسم في جلسة اليوم، وتم انتخاب لجنة رئاسة البرلمان، واختير علاء الدين بروجردي كرئيس أكبر سنا عن عمر يناهز 74 عاما. وتم انتخاب بروجردي لعضوية البرلمان عن دوائر لارستان وخُنج وغراش بعد حصوله على حوالي 40 ألف صوت فقط.
ومن المقرر أن يتم انتخاب رئيس البرلمان يوم الثلاثاء، وقد ترشح لهذا المنصب حتى الآن محمد باقر قاليباف ومجتبى ذو النور ومنوتشهر متكي. وكان قاليباف رئيسا للبرلمان على مدى السنوات الأربع الماضية، ومن أجل البقاء في هذا المنصب، عليه التنافس مع مرشحين آخرين من المعسكر الأصولي.وشهدت الانتخابات البرلمانية عزوف العديد من الناخبين المؤهلين في البلاد خلال جولتي الانتخابات النيابية، اللتين أجريتا في شهري مارس/آذار ومايو/أيار 2024، وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى 41% فقط، وهي أقل نسبة منذ ثورة 1979 وتأسيس نظام “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ويهيمن على الدورة الحالية للبرلمان صقور الأصوليين، لذا يمكن وصفه بالبرلمان الأكثر تطرفا في إيران وفي نفس الوقت الأكثر تأييدا من قبل الدولة العميقة في إيران.
وتشير التقارير إلى فوز الأصوليين بمختلف تياراتهم بنحو 200 مقعد في البرلمان الثاني عشر من أصل 290 مقعدا، لكن هذا لا يعني أنهم متحدون ومتفقون، حيث من المتوقع أن تشهد أروقة البرلمان خلافات كثيرة بين تيارات الأصوليين خلال الفترة المقبلة.
وشاركت في الانتخابات البرلمانية ثلاثة تيارت أصولية وهي: “مجلس ائتلاف قوى الثورة الإسلامية (شانا)، وجبهة الصمود (شريان) بقيادة حميد رسائي، وجبهة الصباح الإيرانية بقيادة علي أكبر رائفي بور، إلى جانب مجلس وحدة الأصوليين (أمنا) الذي يضم مجموعات تقليدية تتمحور حول جمعية رجال الدين والمؤتلفة الإسلامية.
وفي كلتا الفترتين الانتخابيتين، اتهمت المجموعات الأصولية المنافسة في هذا المعسكر بعضها بعضا بالفساد وغسل الأموال.