بايدن: نتنياهو يطيل أمد الحرب على غزة لمصلحته السياسية
وجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الثلاثاء، ورأى أن هناك “كل الأسباب” للاستنتاج أن بنيامين نتنياهو يطيل أمد حرب غزة لإنقاذ نفسه سياسيا.
وأُجريت المقابلة الثلاثاء الماضي، قبل أيام قليلة من إعلان بايدن اقتراحا مفصلا لوقف إطلاق النار في غزة، ويتزامن نشرها مع مواجهة نتنياهو انقسامات سياسية عميقة في الداخل.
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب لأسباب سياسية خاصة به، قال بايدن “هناك ما يدعو الناس إلى استخلاص مثل هذا الاستنتاج”.
وأضاف أن “خلافا كبيرا” حصل مع نتنياهو بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، وأن إسرائيل مارست سلوكا “غير لائق” خلال الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكر أنه حذر إسرائيل من ارتكاب الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 التي أدت إلى “حروب لا نهاية لها”، وقال “إنهم يرتكبون هذا الخطأ”.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر عند سؤاله عن المقابلة، إن إدلاء بايدن بمثل هذه التصريحات عن نتنياهو “ليس من الأعراف الدبلوماسية لأي دولة ذات تفكير سليم”.
وأقر بايدن بأن الخلاف مع نتنياهو يتعلق خصوصا بضرورة إقامة دولة فلسطينية.
وقال “خيبة أملي الكبيرة تجاه نتنياهو تتعلق بما سيحصل بعد انتهاء حرب غزة، ما الوضع الذي ستعود إليه؟ هل تدخلها القوات الإسرائيلية”. وتابع “الجواب هو أنه إذا كانت تلك هي الحالة، فإن الأمر لن ينجح”.
وأوضح أنه تحدث مع المسؤولين في مصر والسعودية والأردن والإمارات بخصوص ذلك، قائلا “إذا كان الأمر هو عودة القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة، فلا يمكن أن ينجح ذلك”.
وشدد على وجوب الانتقال إلى حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
وأضاف بايدن “أعتقد أن هناك طريقا واضحا للانتقال، حيث ستوفر الدول العربية الأمن وإعادة الإعمار في غزة مقابل التزام طويل الأمد بالانتقال إلى حل الدولتين”.
وفي رده على سؤال بشأن احتمال ارتكاب القوات الإسرائيلية جرائم حرب في غزة، ادعى بايدن أنه من غير المؤكد حدوث ذلك، وتم التحقيق فيه من قِبل الإسرائيليين أنفسهم.
وقبل أسابيع، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وبشأن ذلك، قال بايدن “لا نعترف بالمحكمة الجنائية الدولية”.
وأضاف “هناك شيء واحد مؤكد هو أن الفلسطينيين في غزة يعانون كثيرا بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، كما قُتل الكثير من الأبرياء منهم”.
ورفض ما أثير عن لجوء إسرائيل إلى تجويع المدنيين كوسيلة للحرب، لكنه قال “أعتقد أنهم شاركوا في نشاط غير لائق”.
وأشار بايدن إلى التحديات السياسية التي واجهها نتنياهو قبل بدء الحرب على غزة، بخصوص تغيير الدستور وفرض إصلاحات قضائية.
وأضاف “ذلك نقاش داخلي ليس له أي نتيجة، ومن الصعب القول ما إذا كان نتنياهو سيغير موقفه أم لا من تلك الإصلاحات”.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 119 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة