حيوان قديم شبيه بالخنزير يعرض بدايات تطور دماغ الثدييات
قبل أكثر من 250 مليون سنة كانت اسكتلندا ذات طبيعة صحراوية تغطيها الكثبان الرملية بعكس الضباب والمطر الذي يميزها في وقتنا هذا.
واستوطن تلك البيئة الصعبة في ذلك الوقت حيوان ينتمي إلى فصيل الثدييات يشبه الخنزير وله وجه قريب من ملامح كلاب البج ونابان طويلان، وأطلق عليه العلماء اسم جوردونيا.
واستخدم باحثون التصوير ثلاثي الأبعاد عالي الدقة على حفرية جوردونيا الذي عاش خلال العصر البرمي لرؤية تجويفه الدماغي واستنساخ صورة رقمية مطابقة من الدماغ تعرض نظرة ثاقبة على حجم وتكوين هذا العضو الحيوي خلال مرحلة مبكرة من تطور الثدييات.
ويختلف دماغ جوردونيا كليا عن الثدييات الحديثة، إلا إن حجمه مقارنة بجسمه بدا مقدمة للذكاء الذي ساعد الثدييات في وقت لاحق، ومنها البشر، على الهيمنة على الأرض.
وينتمي جوردونيا، الذي عاش قبل نحو 254 إلى 252 مليون سنة، إلى فصيل من الحيوانات يسمى الثدييات الأولية التي احتفظت بسمات أسلاف الزواحف.
وقال هادي جورج طالب الدكتوراه بعلم الحفريات في جامعة بريستول وكبير مؤلفي الدراسة التي نشرت هذا الأسبوع بدورية لينيان لعلم الحيوان: "دماغ جوردونيا عموما أقرب إلى الزواحف من الثدييات، وذلك رغم قربه إلينا أكثر من جميع الزواحف الحديثة الحية".
وقال ستيف بروسات عالم الحفريات بجامعة إدنبرة وأحد المؤلفين الرئيسين للدراسة: "ما نراه هو دماغ يبدو مختلفا تماما عن دماغنا، فهو ليس كرة كبيرة تشبه البالون، بل أنبوب طويل مقوس. ورغم شكله الغريب، نرى عند قياس حجمه أنه كان كبيرا جدا مقارنة بحجم الجسم".
وأضاف بروسات: "من الصعب جدا قياس الذكاء لدى الحيوانات الحديثة، والأصعب قياسه لدى الأنواع المنقرضة منذ فترة طويلة والتي لم نتمكن من ملاحظتها مباشرة. ولكن يمكننا على الأقل القول إنه كان كائنا ذكيا في عصره على الأرجح. من خلال حجم دماغه الكبير مقارنة بالحيوانات الأخرى في ذلك الوقت، يمكننا لمس الجذور التطورية المبكرة لأدمغتنا الضخمة".
اكتُشفت أحفورة جوردونيا في عام 1997، وهي عبارة عن كتلة من الحجر الرملي تحتوي على بقايا للجمجمة والفك السفلي.