موجة الحر تتواصل في فرنسا خلال أولمبياد باريس وخشية من عواصف رعديّة

موجة الحر تتواصل في فرنسا خلال أولمبياد باريس وخشية من عواصف رعديّة

امتدت موجة الحر، الثلثاء، إلى منطقة العاصمة الفرنسية باريس، التي تم وضعها أيضا في حالة تأهب، تحسبا لخطر عواصف رعدية في وقت متأخر بعد الظهر، ما قد يؤدي إلى تعطيل فعاليات أولمبية.

وستتعرض المواقع الأولمبية في منطقة باريس لحرارة تصل إلى 35 درجة الثلثاء "وستكون ليلة الثلثاء الأربعاء شديدة الحرارة، مع درجات دنيا تناهز 22 درجة"، بحسب التوقعات.

في مواجهة درجات الحرارة "المتطرفة"، ارتدت المجدفتان الفرنسيتان إيلودي رافيرا سكاراموزينو وإيما لوناتي، اللتان تأهلتا للنهائي الأولمبي الثلثاء، "سترة باردة" لإبقاء الجسم في متوسط درجة الحرارة العادية وتعزيز التعافي، حسبما قالت مدربتهما لوكالة فرانس برس.

- احتمال "تعطل" فعاليات -

وستكون بعض الفعاليات بعد الظهر معرضة بشكل خاص للحرارة، ولا سيما الدور نصف النهائي لسباعيات الرغبي للسيدات والأدوار التمهيدية لكرة الطائرة الشاطئية وكرة السلة الثلاثية.

أما خطر هطول الأمطار الغزيرة، وهو العامل الرئيسي لتدهور نوعية المياه في نهر السين، فهو يهدد إقامة حدث السباق الثلاثي (الترياتلون) للرجال الذي كان من المقرر تنظيمه في البداية الثلثاء وتم تأجيله إلى الأربعاء بسبب ارتفاع مستوى التلوث.

وقال خبير في الأرصاد الجوية من قناة "ميتيو" المتخصصة لوكالة فرانس برس إن العواصف الرعدية في منطقة باريس قد تكون "عنيفة محليا" حتى لو كان "من الصعب للغاية" التنبؤ بمكانها بدقة.

وقد يصل معدل هطول الأمطار التراكمي إلى ما بين 30 إلى 50 ملم، كما قد تصل سرعة الرياح إلى 80 كم/ساعة في مناطق معينة، ما قد "يعطل" بعض الأحداث.

ووسعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية من 41 إلى 45 قائمة المقاطعات في النصف الجنوبي من البلاد الموضوعة تحت خانة التحذير البرتقالي لموجات الحر، وتتوقع "حرارة شديدة" تتراوح بين 35 إلى 36 درجة مئوية "في جزء كبير من البلاد".

- ضربة شمس -

في بوردو (جنوب غرب)، تجول العشرات من المشجعين الإسبان في شوارع وسط المدينة في الصباح قبل مباراة كرة القدم بين منتخب بلدهم ونظيره المصري المقررة في الثالثة بعد الظهر.

في باحة أحد مقاهي المدينة، تؤكد الإسبانية آنا ميلون مارتن (22 عاما) أن تنظيم "مباراة الساعة الثالثة بعد الظهر في درجة حرارة 40 درجة مئوية أمر شديد الخطورة"، موضحة أن إحدى صديقاتها أصيبت بضربة شمس في اليوم السابق.

وفي الوقت الحالي، لم يخطط المنظمون لأي تأجيل للأحداث الأولمبية بسبب موجة الحر.

من جهتها، أعلنت سلطات منطقة باريس الكبرى الاثنين تفعيل خطة خاصة تشمل توزيع المياه والقبعات على المشاهدين، فيما نشرت هيئة النقل في المنطقة وسائل جديدة لإنعاش المسافرين، أبرزها توزيع 2,5 مليون قنينة مياه في 74 محطة حافلة وقطار.

وأشار نائب رئيسة البلدة المكلف بالألعاب الأولمبية بيار ربدان إلى أنه تم إنشاء ما مجموعه 1400 نقطة تبريد مؤقتة ودائمة في العاصمة، حيث توجد 1250 نافورة يمكن الوصول إليها بسهولة إضافة إلى نصب 230 مرذاذ ماء.

- مكيّفات -

تم تصميم القرية الأولمبية التي تستوعب أكثر من 10 آلاف رياضي، من دون مكيفات هواء لأسباب بيئية.

لكن الوفود طلبت ما يقرب من 2500 مكيف هواء (من إجمالي 7000 غرفة)، حسبما أشار نائب مدير القرية أوغستين تران فان تشاو في بداية تموز.

وذكّر ماتيو سوريل، عالم المناخ في هيئة الأرصاد الفرنسية، السبت أن "موجات الحر هي دليل على تغيّر المناخ، فهي أكثر شدة وتكرارا وتأتي بشكل مبكر ومطول على نحو متزايد".

ويوضح أن #فرنسا كانت قبل عام 1989 تشهد "موجة حر واحدة في المتوسط كل خمس سنوات"، في حين أنها "منذ عام 2000 تحدث بوتيرة سنوية"، وحذّر المختص من أن عددها "سيتضاعف في غضون ثلاثين عاما