في خطاب الوداع.. بايدن يقدم خلاصة تجربته في الرئاسة وهذا أبرز ما قاله
تطرق الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه الوداعي للأمة، الأربعاء، للحديث عن الاتفاق الذي توصلت إليه إدارته في أيامها الأخيرة لوقف الحرب في قطاع غزة، والتحذير من “حكم الأقلية الفاحشة الثراء”، ومن “المجمع الصناعي التكنولوجي” الذي ينتهك حقوق الأمريكيين.
وفي خطابه من المكتب البيضاوي، بينما يستعد لتسليم السلطة، يوم الإثنين، للرئيس المنتخب دونالد ترامب، طالب بايدن الأغنياء بدفع حصة عادلة من الضرائب، وحذر من أن تراكم السلطة والثروة في يد فئة قليلة، وصفها بأنها “أوليجارشية”، يهدد الديمقراطية، وطالب بإلغاء الحصانة الممنوحة للرؤساء.
وتناول بايدن في خطابه الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قائلا إنه “بعد ثمانية أشهر من المفاوضات المستمرة، توصلت إدارتي، وفقا لمعاييرها، إلى وقف إطلاق نار واتفاق من أجل الرهائن بين إسرائيل وحماس”.
وأوضح بايدن أنه قام بوضع بنود الاتفاق في شهر مايو/أيار الماضي، مضيفا أنه “تم تطوير الخطة والتفاوض عليها من جانب فريقي وستنفذها الإدارة القادمة إلى حد كبير. لهذا السبب، أخبرت فريقي بإبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل لأن هذه هي الطريقة التي يجب أن نعمل بها معا كأمريكيين”.
وأرسل ترامب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للعمل جنبا إلى جنب مع مبعوث بايدن، بريت ماكجورك، الذي كان في الدوحة منذ الخامس من يناير/كانون الثاني، للمساعدة في التوصل لاتفاق.
ويأتي تأكيد بايدن في خطابه الأخير على دور إدارته في التوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة، بعد أن كتب ترامب منشورا، الأربعاء، على منصة “تروث” التي يمتلكها أكد فيها أنه لولا فوزه في الانتخابات الرئاسية لما أمكن التوصل لهذا الاتفاق.
ودق بايدن في خطاب الوداع ناقوس الخطر بشأن تراكم السلطة والثروة في يد فئة “قلة قليلة”، محذرا من تشكل “أوليجارشية للأثرياء”.
ودعا بايدن أيضا لتعديل دستوري ينهي الحصانة التي يتمتع أي رئيس للبلاد خلال ولايته، بعد أن منحت المحكمة العليا ترامب حماية شاملة العام الماضي من المسؤولية الجنائية بشأن دوره في محاولة إلغاء هزيمته عام 2020 أمام بايدن.
وتابع بايدن قائلا “سيكون الأمر متروكا للرئيس والرئاسة والكونغرس والمحاكم والصحافة الحرة والشعب الأمريكي لمواجهة هذه القوى العاتية”.
وتابع “في ظل الديمقراطية، هناك خطر يتمثل في تركيز الثروة والسلطة، وهذا يؤدي إلى تآكل الشعور بالوحدة والهدف المشترك ويؤدي لانعدام الثقة والانقسام ويتسبب في أن تصبح المشاركة في ديمقراطيتنا مرهقة بل ومخيبة للآمال”.
ومضى بايدن للقول إنه “يجب علينا إصلاح قانون الضرائب ليس من خلال منح أكبر تخفيضات ضريبية للمليارديرات، لكن من خلال جعلهم يبدؤون في دفع حصتهم العادلة”.
وطالب بايدن بملاحقة ما وصفه “بالتمويل الخفي وراء الكثير من المساهمات في الحملات الانتخابية”، مؤكدا “أننا بحاجة إلى إخراج هذه الأموال من سياستنا”.
وأضاف بايدن “نحن بحاجة لمنع أعضاء الكونغرس من الاستفادة من تداول الأسهم أثناء وجودهم في الكونغرس. نحن بحاجة لتعديل الدستور لتوضيح أن أي رئيس لا يتمتع بالحصانة من الجرائم التي يرتكبها أثناء توليه -أو توليها- لمنصبه أو منصبها. سلطة الرئيس ليست محدودة. ليست مطلقة. ولا ينبغي أن تكون كذلك”.
وشدد بايدن في خطابه الأخير بصفته رئيسًا للولايات المتحدة على أن “الفرصة العادلة هي ما يجعل أمريكا هي أمريكا. لكل شخص الحق في الحصول على فرصة عادلة، ليس فقط ضمانة لفرصة عادلة، بل ساحة منافسة عادلة. اعتقدت دوما، كما قلت لزعماء العالم الآخرين، أن أمريكا ينبغي أن تعرف بكلمة واحدة ــ الإمكانيات”.
ووجّه بايدن الشكر لزوجته جيل، ولنائبته كامالا هاريس، وللشعب الأمريكي بقوله “كانت قيادتكم كقائد أعلى أعظم شرف في حياتي. شكري الأبدي لك أيها الشعب الأمريكي. بعد 50 عاما من الخدمة العامة، أعطيكم كلمتي. ما زلت أؤمن بالفكرة التي تقف من أجلها هذه الأمة. أمة لديها قوة مؤسسات وشخصية مهمة يجب أن تستمر”.
وختم بايدن خطاب الوداع قائلا “أنا أحب أمريكا. وأنتم تحبونها أيضا. فليبارككم الرب جميعا. فليحفظ الرب قواتنا. شكرا لكم على هذا الشرف العظيم”.