من يتخلّى عن تجّاره اليوم، هل يحمي وطنًا غدًا؟
بقلم الكاتب و الباحث السياسي عبد الحميد عجم
في لبنان، حيث يختلط الاقتصاد بالسياسة والأمن، تتحوّل مصائر الأفراد إلى رهائن لمعادلات القوى الحاكمة. ولعلّ صرخة أبو ربيع غبريال، التاجر في الضاحية الجنوبية لبيروت، تكشف عن وجه آخر للأزمة التي يعيشها أصحاب المؤسسات الصغيرة في ظل واقع يتحكّم فيه منطق السلاح والسلطة بدلًا من القانون والاقتصاد الحر.
بين الإهمال والتخلي: "حزب الله" ومسؤوليته عن بيئته
عندما يتحدّث غبريال عن خسارة ثلاث مؤسسات تجارية وعدم حصوله على أي تعويض، رغم مرور أربعة أشهر، لا يمكن تجاهل السؤال الأهم: من يحمي هؤلاء التجار؟ ومن يقرّر من يستحق النجاة ومن يُترك لمصيره؟
حزب الله، الذي يسيطر أمنيًا وسياسيًا على الضاحية الجنوبية، مسؤول بشكل مباشر عن هذا الواقع. فهو الذي يفرض منطقه في إدارة المنطقة، وهو الذي أدخل بيئته في أزمات متتالية، من الحرب السورية إلى الانهيار الاقتصادي، دون أن يقدّم أي حلول حقيقية.
لقد بنى الحزب شبكة مصالح اقتصادية وأمنية تضمن حماية رجال أعمال محددين، بينما تُترك المؤسسات الصغيرة لمصيرها، فتنهار، ويتشرد أصحابها. وهنا يبرز السؤال الكبير: إذا كان الحزب عاجزًا أو غير مكترث بحماية بيئته، فكيف يمكنه حماية وطن بأكمله؟
"ما قبل 27 أيلول ليس كما بعده"… ولكن لمن؟
في نداءه، قال غبريال جملة لافتة: "ما قبل 27 أيلول ليس كما بعده، الأمور أصبحت صعبة جدًا".