خاص مراسل نيوز | سلاح "حزب الله" في مرمى الورقة الأميركية: لبنان بين خيار الدولة أو العزلة
إعداد: هيئة تحرير الشؤون السياسية – مراسل نيوز

في تطوّر سياسي بالغ الحساسية، تكشف مصادر خاصة لـ"مراسل نيوز" أن الولايات المتحدة الأميركية سلّمت لبنان ورقة تفاوضية لا تشبه سابقاتها: ورقة مشروطة وواضحة، تضع الدولة اللبنانية أمام مفترق تاريخي، وتطالب بقرارات لا مجال فيها للمناورة أو التأجيل.
الورقة الأميركية: الشروط على الطاولة بلا مواربة
الوثيقة التي حملها الموفد الأميركي توماس برّاك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت تتضمن مجموعة مطالب مباشرة، أبرزها:
نزع سلاح "حزب الله" كشرط أساسي لأي خطوة لاحقة.
انسحاب إسرائيلي من خمس نقاط حدودية جنوبية، في حال التزام لبنان بالبنود الأمنية.
إصلاحات اقتصادية ومالية شاملة، وليس مجرد خطوات تجميلية.
ترسيم كامل للحدود مع سوريا وإسرائيل، وتنظيم العلاقة مع الجوار.
وبرغم غياب أي مهلة مكتوبة، فإن كلام برّاك عن "زيارة ثانية قريبة" يفرض على لبنان إيقاعًا ضاغطًا وسقفًا زمنيًا غير معلن لكنه محسوب.
بيروت تتريّث... والقرار يراوح بين الرئاسات
المواقف داخل أروقة السلطة لا تزال متأرجحة. وعلى الرغم من أن الورقة تتقاطع شكليًا مع عدد من البنود الواردة في البيان الوزاري، فإن البند المتعلق بالسلاح يواجه جدارًا من الحذر والانقسام.
رئيس مجلس النواب نبيه برّي يجري مشاورات مع "حزب الله" لصياغة رد سياسي جامع، في محاولة لصنع توازن دقيق بين الداخل والضغط الدولي. لكن مصادر مواكبة للاتصالات تؤكد لـ"مراسل نيوز" أن القرار لم ينضج بعد، والاختلافات الجوهرية لا تزال قائمة.
رسالة واشنطن: لا مساومة على السيادة
واشنطن، من جهتها، واضحة وصريحة. مصدر أميركي وصف ما يجري بـ"الفرصة الأخيرة قبل إعادة النظر كليًا في العلاقة مع لبنان". وتشير المعلومات إلى أن الجيش اللبناني نال تقديرًا أميركيًا في ما يتعلّق بإجراءاته جنوب الليطاني، لكنه يبقى غير كافٍ ما لم يُستكمل بتفكيك بنية السلاح غير الشرعي بالكامل.
رسالة أخرى أكثر قسوة نقلها مستشار جمهوري بارز خلال لقاءات مغلقة، اختصر فيها المزاج الأميركي بعبارة:
> "هناك إرهاق من لبنان" – في دلالة على تراجع الحماسة الدولية أمام تكرار الوعود دون تطبيق حقيقي.
ما الذي ينتظر لبنان؟
في ضوء كل ما سبق، لا مفرّ من الإقرار بأن لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما الدخول في مرحلة قرارات سيادية واضحة تفتح أبواب التسوية والدعم
أو الانزلاق مجددًا إلى عزلة إقليمية ودولية سيكون من الصعب الخروج منها لاحقًا
السؤال المطروح اليوم: هل تجرؤ الدولة اللبنانية على اتخاذ قرار يشبه حجم الأزمة؟ أم أن منطق المساكنة والانتظار سيبقى سيّد الموقف... حتى إشعار آخر؟
---
للاطلاع على مزيد من التحقيقات والتحليلات السياسية، تابعوا "مراسل نيوز – قسم الشؤون السياسية".