سعد الحريري: بين إرث الشهيد وغضب الشارع... هل يستجيب لنداء التغيير؟

خاص مراسل نيوز

سعد الحريري: بين إرث الشهيد وغضب الشارع... هل يستجيب لنداء التغيير؟

في بلدٍ يرزح تحت أعباء الأزمات السياسية والاجتماعية، وفي وقتٍ يتطلع فيه الشعب إلى قياداتٍ تلبي تطلعاته نحو الإصلاح، تبرز صورة لافتة تحمل رسالة شعبية صارخة: "لا أهلاً ولا سهلاً بالسِّمسار أحمد الحريري." قد تبدو هذه العبارة بسيطة في ظاهرها، لكنها تعبّر عن استياء شعبي عميق وتوجه رسالة واضحة إلى سعد الحريري، قائد تيار المستقبل.

 

منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري، شكّل سعد الحريري أملًا لجمهورٍ أراد الاستمرار في مسيرة الشهيد ومواجهة مشاريع الهيمنة والفساد. لكن ما لبث أن تعثرت خطوات هذا الأمل مع الزمن. لم يكن ذلك فقط نتيجة التحديات السياسية الكبرى، بل أيضًا بسبب خيارات داخلية أبعدت التيار عن نبض الشارع.

 

الجماهير، التي لطالما وقفت إلى جانب سعد الحريري، تجد نفسها اليوم تطالب بأكثر من مجرد إعادة تدوير الوجوه. إنها تريد تغييرًا جذريًا يبدأ من الداخل، ويرتكز على مبادئ جديدة تلبي طموحاتها في قيادة مسؤولة وشفافة.

 

هل يكفي تغيير الأسماء؟

 

من الواضح أن رفض أحمد الحريري ليس موجّهًا لشخصه فحسب، بل هو تعبير عن رفض جماهيري أوسع لأي قيادة تعكس استمرارية نهج سياسي فقد المصداقية. إن الرسالة واضحة: التغيير يجب أن يكون جذريًا وليس شكليًا. فالشارع يطالب بقيادة تحاكي تطلعاته وتؤمن بمشروع سياسي جديد يُحدث فرقًا حقيقيًا.

 

ماذا يحتاج سعد الحريري ليستعيد ثقة الجمهور؟

 

إعادة هيكلة تيار المستقبل: يحتاج التيار إلى ضخ دماء جديدة في صفوفه، بعيدًا عن المحاصصات العائلية والتعيينات التقليدية.

 

التواصل المباشر مع الشارع: الجمهور بحاجة إلى قائد يسمع صوتهم، يتحدث معهم بصدق، ويستعيد ثقتهم من خلال الالتزام بقضاياهم اليومية، من محاربة الفساد إلى بناء دولة القانون.

 

 التخلي عن الرموز المثيرة للجدل: هذه الخطوة ليست فقط للتجاوب مع مطالب الشارع، بل لإعادة بناء صورة التيار كقوة تغيير حقيقية.

 

 رؤية جديدة للبنان: وضع خطة إصلاحية واضحة تركز على بناء دولة مدنية وديمقراطية تحترم التنوع وتُخرج لبنان من مستنقع الطائفية.

 

يا شيخ سعد، إرث رفيق الحريري أمانة في عنقك، لكنه لا يمكن أن يستمر دون تجديد الرؤية. الجمهور يريدك قائدًا يحمل مشروعًا جديدًا، لا زعيمًا يكرر الأخطاء القديمة. تذكّر أن الزعامة ليست في الأسماء، بل في الأفعال. كن القائد الذي يعيد بناء الثقة بين الشعب والسياسة، واصنع مستقبلًا يليق بلبنان وبجمهورك الذي طالما كان عماد قوتك.

 

الشارع اللبناني في حالة غليان، ولم يعد يتحمّل الوعود الفارغة أو السياسات التقليدية. ما يحتاجه لبنان اليوم هو قيادة شجاعة تعترف بأخطائها وتبدأ بالتغيير الحقيقي. فهل سيكون سعد الحريري على قدر التحدي؟ الإجابة في يده.