تسليم وتسلم في وزارة الشباب والرياضة.. بيراقداريان: سنعمل على تجسيد تطلعات يرتئيها الشباب تتوافق مع المصلحة الوطنية العليا
أقيمت في قاعة الاجتماعات في وزارة الشباب والرياضة مراسم التسليم والتسلم بين وزير الشباب والرياضة السابق الدكتور جورج كلّاس والوزيرة الدكتورة نورا بيراقداريان، في حضور المدير العام بالتكليف الدكتورة فاديا حلال والمدير العام السابق زيد خيامي وموظفي الوزارة ووسائل الاعلام.
كلّاس
هنأ كلاس الوزيرة بيراقداريان بتسميتها في "حكومة العهد الاولى الواعدة بكل خير"، وقال: "انّي لسعيد ان يكون التسليم والتسلم بين أستاذين من الجامعة اللبنانية، التي طالما أطلقت عليها شعار (مستشار الجمهورية)، نظراً لما تذخر به من قدرات أكاديمية غنية ومقامات فكرية نوعية، نوظفها كلها في خدمة لبنان".
أضاف :"بعد ثلاث سنين ونصف من الرسالة الوزارية، اعود أنا الى موقعي كمواطن ، وترتقين انتِ اليوم الى موقع المسؤولية، بثقة فخامة العماد جوزاف عون، ودعم دولة الرئيس نواف سلام، في مهمة (الإنقاذ والإصلاح) الوطني، واثقاً ان تكون جهود هذه الحكومة مشفوعة بالكثير من الزخم الشعبي، لاستعادة ثقة الشباب بالدولة".
تابع:"وزارة الشباب والرياضة، هي وزارة رؤيوية وحضارية تهتم بدولة الغد، هي وزارة للشباب، ووزارة للرياضة، ومعاليكِ خير من عرف وخبر وواكب تطلعات الشباب وانتظاراتهم وهمومهم من خلال مسؤولياتك الأكاديمية. ومن هذا المنطلق اقرت حكومة (معاً للإنقاذ) برئاسة السيد نجيب ميقاتي في ايار ٢٠٢٢، وثيقة الاستراتيجية الوطنية للشباب (كخطة عمل لسياسة الشباب الوطنية)، فصار للبنان استراتيجية رؤيوية، تحمل الآمال وتحقق الطموحات وتبني الجسور بين المجتمعات الشبابية اللبنانية والعربية، وهذه مهمة يعتز لبنان بإعتمادها، من حيث هي اضمامة رؤى ومبادئ يُبنى عليها لصياغة موقع الشباب في لبنان الغد".
وقال:"هذه الاستراتيجية هيأها كادر وظيفي في الوزارة له الفضل بتقديمها هدية لشباب الغد، فالشكر والتقدير لكل من عمل وجهد واقترح وانجز، وترك بصماته في كل حقل تنظيمي وتطوير اداري وتحديث للقوانين والأنظمة، بتعاون مشكور مع لجنة الشباب والرياضة النيابية ، مؤكدا على تكامل الدور بين الوزارة واللجنة".
وقال: "كما في قطاع الشباب، نجح لبنان بجهد ذاتي من الأندية والاتحادات الرياضية في إعلاء شأن الرياضة ورفعة مكانتها ومقامها في لبنان والدول العربية والعالم، والواجب يقضي بتقدير هذه الجهود ووجوب تشجيع الاتحادات والاندية والجمعيات ودعمها مادياً متى توافرت الاعتمادات"، لافتاً الى اننا "على مدى ولايتي الوزارية لم يكن هناك ارصدة لتقديم المساعدات وتقديم الإسهامات المالية، نظرا لعدم وجود مخصصات كافية في الموازنة".
ولفت الى ان "هذه الوقفة هي اعتراف بفضل وإقرار بدور كل من عمل وسعى وناضل، فالجميع يدرك ويعرف ان كل الامور معروفة، وكل المواقف مكشوفة، والمهم الأهم ان تنتطلق الحكومة الجديدة برؤية وزخم وثقة لإستعادة المبادرة، والإسهام ببناء جسور الثقة بين الوزارة والكشافة والشباب والرياضة .. إذاك، تكتمل مهمة (الإنقاذ والإصلاح) التي يجب ان تنسحب على كل القطاعات، حرصاً على الشفافية وتحمل المسؤوليات، مُقدّراً جهود كل الموظفات و الموظفين الذين يطيب لي تسميتهم بـ(اهل الوزارة )، وجهود معالي الوزراء السابقين وما قدموه للوزارة من جهود، وأنوه بموقع لبنان الرائد والجامع في مجلس وزراء الشباب و الرياضة العرب".
اضاف:" هذه النقاط تشكل المدخل لفهم تحديات المرحلة والعمل لإيجاد حلول لها، والأمر مرهون بتوافر الاعتمادات، والعزم عند معاليك موفور ومؤكد وواعد بكل خير"، "وإنْ ننسَ، لن ننسى، فقدَ شبانٍ في جمعياتٍ كشفية ومؤسسات إغاثية ورسالاتٍ صحية، ضحوا واستهدفوا واستشهدوا، فلهم الرحمة وعاطر الدعاء".
ختم : "الشكر والتقدير لكل من سمّاني وزيراً وحملني مسؤولية وطنية، ولكل زميلة وزميل ساعدوني في تجاوز هذه المرحلة، ولوسائل الإعلام على حضورها وجهودها ومواكبتها الرائعة والمسؤولة في خدمة الشباب والرياضة، وللقوى الأمنية من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة على كل ما قدموه من رعاية لإنجاح الاحتفاليات التي واكبت انشطة الوزارة، وحماية مجتمعنا من الادمانات القاتلة التي تستهدف الشباب وتودي بهم إلى الانتحار، مع خالص تمنياتي بنجاح معاليكِ في مهامك الوطنية في هذه المرحلة الواعدة من تاريخ لبنان ومستقبله".
بيراقداريان
وردّت الوزيرة بيراقداريان بالقول: "يسعدني ويشرفني أن أحوز على ثقة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بتعييني وزيرة للشباب والرياضة في هذه الحكومة في سبيل خدمة وطننا الحبيب لبنان، كما يسرني أن استلم هذه الوزارة من زميلي في الجامعة اللبنانية ، العميد الدكتور جورج كلاس، الذي عمل بتفان واخلاص في قيادة مسار هذه الوزارة، وأغتنم هذه المناسبة لأعبر عن شكري وتقديري لكل الجهود التي بذلها في إدارة هذه الوزارة وإبحارها في مرحلة دقيقة من تاريخ لبنان، واعده بأكمال المسيرة التي بدأها، لان الادارة استمرارية، والاستمرارية هي ركن الاطر المؤسساتية الفاعلة، وانتم ركن هذه الاستمرارية".
أضافت: "تأتي هذه الحكومة تحت شعار الإصلاح والبناء، بغية ارساء اسس التغيير والتأسيس للمراحل المقبلة، كما اقترح دولة الرئيس، وبالتالي علينا ان نخطط ونبحث ونناقش ونقترح ونفعل بهدف الإرساء للبنان المستقبل، وأمل لبنان بمستقبل افضل مرهون دون ادنى شك بشبابه، فالشباب هم القوة الحقيقية التي تستطيع أن تنهض بلبنان إلى مصاف الدول المتقدمة، ومن هنا فإن أولويتي ستكون دعم الشباب وتمكينهم وفتح الأبواب أمامهم، للمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع حديث ومتطور".
تابعت :"في مجال خطة العمل التي أرتئيها لهذه الوزارة التي تحمل ملفين، ملف الشباب وملف الرياضة ، سوف اطرح اليوم رؤى عامة على ان تتبلور وفق خطى مرحلية نحو بناء (استراتيجية وطنية للشباب والرياضة في لبنان)، وسوف نعلن عن الخطوات المؤدية لهذه الاستراتيجية في مرحلة مقبلة. وفي فلسفة الاستراتيجية في المجال الرياضي، سوف نسعى إلى بلورة ديبلوماسية الرياضة وتطبيقها وترويجها، فالديبلوماسية اليوم باتت تكتسي مضامين عدة وديبلوماسية الرياضة من أهمها (إلى جانب دبلوماسية العلوم والثقافة وغيرها)، وتعتبر أداة فعالة في تنمية التعاون الدولي على المستوى الخارجي، والتنمية المجتمعية والوحدة الوطنية على المستوى الداخلي، وهي ترمي إلى توظيف الرياضة في تشجيع الحوار والسلام والتفاهم المتبادل بين الدول والشعوب والكيانات السياسية".
وقالت:"أتطلع إلى توثيق العلاقات مع الدول الصديقة من خلال تنظيم الأنشطة الثنائية والمتعددة الأطراف، وفي الجهة الداخلية أتطلع إلى ترسيخ بناء الوحدة الوطنية عبر بناء الجسور بين الطوائف من خلال الأنشطة الرياضية المختلفة. إن للبنان إنجازات عدة في المجال الرياضي نعتز بها، وعهدنا أن نكمل في الاستثمار والدعم والتشجيع من أجل استمرار هذه الإنجازات وتناميها وفق الإمكانات المتوفرة طبعا. ان الملف الرياضي له أوجه مختلفة وسنسعى إلى تلبيتها بأقصى جهودنا بغية دعم وتشجيع وتنمية هذا المجال، كما أتمنى وأصبو بخاصة إلى التعاون مع مؤسسة الجيش اللبناني في تنظيم الأنشطة الرياضية المشتركة، بالإضافة إلى خلق فرص التعاون بين الجيش اللبناني والشباب اللبناني في مجالات عدة، بغية ترسيخ القيم التي تجسدها هذه المؤسسة العسكرية المميزة لدى الشباب اللبناني".
وقالت: "بعد الاطلاع على ملفات هذه الحقيبة، وبعد الغوص في تحدياتها وقضاياها، سوف نعلن خطة إنجاز الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة في لبنان، على ان يقوم الشباب والرياضيون بأنفسهم في اقتراح مجالاتها ومرتكزاتها وتفاصيلها".
وبالنسبة إلى الشأن الشبابي، قالت: "أتطلع إلى إشراك الشباب الجامعي، انطلاقا من تجربتي في المجال الاكاديمي، بغية إشراكهم في الخطوات الآنفة الذكر. ومن هذا المنبر، أتوجه إلى الشباب اللبناني الجامعي وغير الجامعي، لأقول وأؤكد أن هذه الوزارة هي وزارتكم وسوف تفعل وتعمل لأجلكم جميعا من دون استثناء وسوف تجسد الرؤى والتطلعات التي ترتؤونها والتي تتوافق مع المصلحة الوطنية العليا وتتناغم مع الثوابت التي ترمي إلى بناء المستقبل الذي نصبو إليه جميعا، إلى لبنان العيش المشترك والانفتاح والتعاون والإصلاح والبناء".
تابعت: "في هذه الوزارة، سوف نتطلع إلى الشباب المسؤول، الذي يتمتع بروح المسؤولية في هذه المجالات سواء في الجامعات والمجتمع المدني والمنتديات الرياضية، وأعدكم أنني سوف أعمل على دعم المشاريع والمبادرات الشبابية وتنظيم ورش العمل وتوفير المنابر للهيئات الشبابية على المستويات المحلية بإشراكهم في اقتراح السياسات والمشاركة غير المباشرة في صنع القرار، وذلك بموازاة تشجيع البرامج التوعوية للشباب عمومًا".
أضافت :"سوف تكون هذه الوزارة منبرا للاستماع إلى تطلعات الشباب وطموحاتهم وتسعى إلى تحويل هذه التطلعات إلى سياسات حكومية من خلال خطة الاستراتيجية، وسنعمل بشفافية وتعاون مع مختلف القطاعات من مؤسسات حكومية ومجتمع مدني وقطاع خاص من أجل توفير الفرص الحقيقية لشبابنا وتنمية القطاع الرياضي بما يليق بلبنان وتاريخه العريق في الرياضة".
ختمت: "أتعهد أمامكم بأن أبذل كل ما في وسعي لخدمة شبابنا ورياضيينا بروح المسؤولية والشفافية والإخلاص إيمانا مني بأن مستقبل لبنان مرهون بعزيمة شبابه وإبداعهم، وجميعنا شركاء في هذه المسيرة. اشكركم واشكر الدكتور كلاس ووسائل الاعلام لحضورها واتمنى ان نتعاون جميعا في سبيل إنجاح هذه المهمة".
نبذة
الوزيرة بيراقداريان استاذة ورئيسة قسم العلاقات الدولية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الجامعة اللبنانية وأستاذة محاضرة في الجامعة الاميركية في بيروت.
نالت شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا في العام 2004، ونالت رتبة البروفسور من الجامعة اللبنانية في العام 2017، وهي عضو اللجنةُ العلمية في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، ومنسقة لجنة العلوم السياسية فيها، وعملت كاستاذة ومنسقة للعلوم السياسية في الكلية الحربية حتى العام 2020.
من الأعضاء المؤسسين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، ورئيسة لجنة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في المجلس حالياً.
هي عضو اللجنة السياسية العليا للأرمن، في كاثوليكوسية الأرمن الارثوذكس، ومثلت الكاثوليكوسية في العديد من المنابر الدولية، ولا سيما في مجلس الكنائس العالمي، حيث انتخبت أخيرا رئيسة بالتوازي للجنة الشؤون الدولية في المجلس، بعد ان شغلت مناصب عضو اللجنة المركزية في جنيف، ومقررة لجنة القضايا العامة والبيانات في الجمعية العامة الاخيرة للمجلس المنعقدة في ألمانيا.
شاركت في مؤتمرات دولية ومحلية وحاضرت بشكل اساسي حول الحوكمة الدولية والقضايا الدولية المعاصرة وجملة عناوين حول لبنان.
صاحبة العديد من المولفات، منها " لبنان بين الاستقرار الداخلي والامن الإقليمي"، "السياسة الخارجية والسياسة الداخلية " باللغة الفرنسية، ولها العديد من الابحاث والمقالات العلمية في اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، كما تشرف على اطروحات الدكتوراه لطلاب الجامعة اللبنانية، وهي شاركت في عدد كبير من لجان المناقشة منذ العام 2006. متأهلة من أدي قباقيان ووالدة كريستوفر.