إلى كل السياسيين والإعلاميين: طرابلس ليست قندهار ولن تكون مدينة العصابات – كفى تشويهًا!

خاص مراسل نيوز

إلى كل السياسيين والإعلاميين: طرابلس ليست قندهار ولن تكون مدينة العصابات – كفى تشويهًا!

لطالما كانت طرابلس قلب الحضارة والتاريخ، المدينة التي أنجبت العلماء والمفكرين، وصنعت من شوارعها وأزقتها فسيفساءً غنيةً من العيش المشترك والتسامح. لكن بين الحين والآخر، تُطل علينا حملات ممنهجة تحاول تشويه صورتها، تارةً بوصفها "قندهار"، وتارةً أخرى بتصنيفها "مدينة العصابات"، وكأنها معزولة عن واقع لبنان الأمني والسياسي المعقد.

إن هذه الحملات لا تأتي عبثًا، بل تتزامن مع كل محاولة نهوض للمدينة، وكأن المطلوب أن تبقى طرابلس أسيرة لصورة نمطية لا تعكس حقيقتها. نعم، هناك إشكالات أمنية، ولكنها حالات فردية معروفة الفاعلين، ولا تقتصر على طرابلس وحدها، بل تحدث في بيروت، وصيدا، والبقاع، والجنوب، والشوف، وكل المناطق اللبنانية. فلماذا التركيز دائمًا على طرابلس؟ ولماذا يُعمّم أي حدث أمني فردي ليصبح سمةً لمدينة بأكملها؟

طرابلس ليست مدينة الفوضى، بل مدينة العلم، والمثقفين، والمبادرات الشبابية، والعيش المشترك. إنها مدينة الأسواق التراثية، والجامعات، والجمعيات الإنسانية، ومئات المشاريع التي تعكس طموح أبنائها. لكن رغم كل ذلك، يبدو أن هناك من يريد طمس هذه الحقيقة وإبقاء المدينة رهينة خطاب التحريض والتشويه.

كفى تحريضًا على شباب طرابلس! هؤلاء الشباب الذين يحاولون بناء مستقبلهم رغم غياب الدولة عن أبسط حقوقهم في الخدمات وفرص العمل. لا يمكن أن تُختصر مدينة بتاريخ طرابلس العريق ببعض الحوادث المعزولة، وإلا فلماذا لا تُعامل باقي المناطق اللبنانية بنفس المعيار؟

على الإعلام أن يكون مسؤولًا في نقل الصورة الحقيقية، وعلى الدولة أن تتعامل مع طرابلس كما تتعامل مع غيرها من المدن، لا أن تبقيها في دائرة الإهمال والتهميش، ثم تُحملها وزر أزمات لم تصنعها.

طرابلس ستبقى مدينة الحضارة، لا مدينة العصابات!