كفى متاجرة بطرابلس… اتركوا سوريا لأهلها واهتموا بفشلكم!
خاص مراسل نيوز

في كل مرة يقرر السياسيون اللبنانيون الاجتماع، لا يكون ذلك من أجل حلّ أزمة داخلية، ولا من أجل انتشال مدينة منكوبة مثل طرابلس من مستنقع الفقر والإهمال، بل دائمًا هناك أجندة خارجية، ودائمًا هناك طرف خارجي يتم توظيف المدينة لخدمته. هذه المرة، العنوان هو سوريا، لكن الحقيقة أن المستفيد الوحيد ليس الشعب السوري ولا حتى أهل طرابلس، بل طبقة سياسية تتقن فن المتاجرة بالأزمات.
سوريا ليست ملعبكم… وطرابلس ليست سلعة للمساومة
لطالما تعامل بعض السياسيين مع طرابلس كمنصة لإرسال الرسائل السياسية، وكأنها مدينة بلا هوية، وكأنها لا تعاني بما فيه الكفاية من فشلهم المزمن. يتحدثون عن مستقبل سوريا وكأنهم أوصياء عليها، بينما مستقبل طرابلس غارق في المجهول. يُصدرون البيانات لدعم طرف هنا أو هناك، بينما شوارع مدينتهم مهملة، وأسواقها فارغة، وشبابها تائه بين البطالة والهجرة أو الانحراف القسري نحو العنف بسبب غياب الفرص.
كيف يجرؤون على الحديث عن استقرار سوريا وهم لم يتمكنوا من توفير الاستقرار في طرابلس؟ كيف يعطون أنفسهم حق التدخل في شؤون دولة أخرى، بينما يعجزون عن وضع خطة إنمائية لإنقاذ مدينتهم من الانهيار؟
كفى استخدام طرابلس كأداة في صراعاتكم!
ليس سرًا أن بعض القوى السياسية التي ترفع شعار "السيادة" هي نفسها التي تتلقى دعمًا خارجيًا، وتحول طرابلس إلى ساحة صراع كلما احتاجت إلى إثبات ولائها لمموليها. في المقابل، هناك طرف آخر، يدّعي مقاومة التدخلات الأجنبية، لكنه لم يتردد يومًا في جرّ لبنان إلى أتون الصراعات الإقليمية، ليصبح ساحة حرب باردة تدفع ثمنها الطبقات الفقيرة والمحرومة.
حزب الله ومن يدّعون الوقوف ضده وجهان لعملة واحدة، كلاهما يغذي الاستقطاب الطائفي، وكلاهما يسخّر لبنان – وطرابلس تحديدًا – لخدمة أجنداته، وكلاهما يتجاهل أن هذه المدينة لم تعد تحتمل المزيد من التجارب السياسية والمغامرات العسكرية.
أهل سوريا أدرى بها… فاهتموا بمصائبكم أولًا!
إذا كانت هناك رسالة واحدة يجب أن تصل إلى هؤلاء السياسيين، فهي: اتركوا سوريا لأهلها، واهتموا بإصلاح خرابكم في لبنان! كفى تحويل طرابلس إلى منصة للرسائل السياسية، وكفى إقحامها في معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل. أهل سوريا قادرون على تقرير مصيرهم، وليسوا بحاجة إلى وصاية من سياسيين فاشلين لم يتمكنوا حتى من حلّ أزمة الكهرباء والمياه في بلدهم.
الشعب اللبناني، والطرابلسي خصوصًا، لم يعد مغفلًا. لم يعد يصدق الخطابات الرنانة، ولا البيانات المزيفة. ما يريده الناس اليوم هو عمل حقيقي، وليس مسرحيات سياسية تُكرّر على حساب معاناتهم. فليتوقفوا عن الاستثمار في الأزمات الإقليمية، وليبدأوا أخيرًا بتحمل مسؤولياتهم تجاه مدنهم وشعبهم.
رسالة إلى كل سياسي يتاجر بطرابلس: المدينة ليست للبيع، ولن تبقى ورقة في أيديكم إلى الأبد.