أزمة اعادة الاعمار تدفع حزب الله للتصعيد في الداخل..وعلى الحدود..!..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب

أزمة اعادة الاعمار تدفع حزب الله للتصعيد في الداخل..وعلى الحدود..!..

اعادة الاعمار واطلاق ورشة البناء في القرى والبلدات والمدن المدمرة، تقلق اللبنانيين، وخاصة البيئة الخاضعة لحزب الله ومشروعه، بعد مضى اكثر من عام ونصف على التهجير الاول من القرى الحدودية، عقب اندلاع حرب الاسناد والمشاغلة التي اطلقها الامين العام الراحل نصرالله، والمرحلة الثانية الاشد خطورة وكلفة واعباء، عقب اندلاع الحرب بمفهومها وتداعياتها الواسعة في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2024، وتم خلالها تهجير عشرات القرى الجنوبية والبقاعية، وتدمير شبه كامل لهذه القرى والبلدات، ولجوء اكثر من مليون ونصف من اللبنانيين الى الداخل اللبناني واحتضانهم من قبل اخوانهم المواطنين على اختلاف البيئات والانتماءات بكل محبة واخوة وتعاون..

 

اعادة الاعمار هي المشكلة التي تواجه حزب الله، والمطلوب طمأنة كافة المتضررين من مختلف البيئات ولكن البيئة الاكثر تضرراً هو مجتمع حزب الله، بحكم ان الحرب كانت قراراً حزبياً وليس وطنياً، وان حزب الله وعلى لسان امينه العام نعيم قاسم الذي قال: (بأن حزب الله قد اتخذ قرار الانخراط في الحرب بعد استشارة الولي الفقيه (الخامنئي) فهو المرجع الذي يمكنه اتخاذ قرار على هذا المستوى..وقال ايضاً إن "برنامج عملي هو استمرارية لبرنامج عمل قائدنا السيد حسن نصر الله في كل المجالات السياسية والجهادية والاجتماعية والثقافية"، مؤكدا اننا "سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها السيد نصر الله مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة"..)

 

قرار الحرب اتخذه حزب الله، ودفع لبنان برمته الثمن باهظاً جداً.. ولكن يبدو ان الوعد الذي قطعه الامين العام نعيم قاسم موضع مراجعة ومساءلة وتساؤل: وأكد الشيخ قاسم ان”مرحلة الإيواء والإعمار تمثل وعدًا والتزامًا”، مشددًا على” ضرورة أن يعيش النازحون بعزة وكرامة بعيدًا عن أي ظروف تُثقل كاهلهم أو تجعلهم عبئًا على الآخرين”. وأوضح أن” الحزب سيقدم دعمًا ماليًا لأصحاب المنازل المدمرة كليًا).. وأكد أن معظم هذه المبالغ مقدمة من إيران، التي أشاد بدورها الكبير في دعم الإيواء... ودعا الشيخ قاسم الحكومة اللبنانية إلى رفع الأنقاض ومعالجة البنية التحتية ووضع خطة شاملة لترميم المنازل وإعادة الإعمار. وأكد استعداده للتعاون مع الحكومة يدًا بيد، والمساهمة في سد أي نقص في العطاءات التي تقدمها الدولة. كما وجه نداءً إلى الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة للمساهمة في إعادة الإعمار، مؤكدًا أن الدعم الدولي سيكون له أثر كبير في تسريع عملية التعافي..)...

 

خسر حزب الله معركة رئاسة الجمهورية ومعركة رئاسة مجلس االوزراء.. وسوف يخسر فرض تشكيلته الوزارية على المجتمع اللبناني دون شك.. فكيف يواجه بيئته التي زرع في اذهانها انه منتصر في كل الاحوال والتحولات..؟؟؟

 

كذلك تمر الايام متثاقلة وثقيلة على كل من خسر بيته او مصلحته او يسأل عن المفقود من ذويه او اولاده.. ولا اجابات حاسمة لدى قيادة حزب الله عن خطة اعادة الاعمار ومصادر تمويلها... سوى نقل الانظار والابصار الى اتجاهات مختلفة ومنها الداخل اللبناني.. لجمع الشمل من جديد ورسم مسار تصادمي او مواجهة غير محمودة العواقب سواء كانت داخلية او خارجية.. وهنا نتوجه ببعض الاسئلة لقيادة حزب الله..

 

هل انتقلنا من حرب الاسناد والاشغال.. الى مناوشات الالهاء وشد العصب وجمع الشمل وتهديد الاستقرار الداخلي..؟؟

اين اصبح الوعد الايراني باعادة الاعمار...!! الصمت الايراني بالغ الدلالة..؟؟

هل تنصلت ايران من وعدها باعادة الاعمار..!! لماذا لا يصارح جمهوره..؟؟؟

اذا كان حزب الله يمتلك من القوة ما يستطيع من خلاله مواجهة العدو الصهيوني لماذا قبل بوقف اطلاق النار..!!

لماذا يطالب حزب الله الدول العربية والاسلامية بالمساعدة في اعادة الاعمار وهو يضخ ثقافة العداء لها بين جمهوره وحلفائه..؟؟

من يخاطب الداخل والخارج بهذه المفردات الحاقدة..كيف له ان يطالب بالمساعدات..محمد رعد في كلمة له نحن لا نريد منكم لا تبرعات ولا معونات ولا مساعدات اعادة اعمار، فنحن اكرم من ان نمد ايدينا الى اللئام...(كلمه له 23/6/2024)..

هل هكذا يتم مخاطبة الداخل اللبناني الذي احتضن اخوته اللبنانيين.. او العالم العربي والاسلامي الذي لم يتنصل يوماً من مد يد المساعدة للبنان رغم ثقافة العداء التي تزرعونها بشكل منهجي..؟؟

لماذا ارسل حزب الله بقرار من قيادته عناصره في مسيرات الى مناطق مختلفة من لبنان وهي تحمل الرايات وتهتف بعبارات مذهبية وطائفية..

هل يقبل حزب الله بان تتوجه مسيرات من بيئات مختلفة الى مناطقة للقيام بالمثل او حتى لرفع راية او صورة لاحد قيادييها...؟؟

لماذا يضخ حزب الله الكثير من التهديدات والتحذيرات على لسان بعض الاعلاميين التابعين له شكلا ومضموناً على شاشات التلفزةن او من خلال المقالات المدفوعة الاجر...؟؟

كيف يقبل حزب الله التضحية بالشباب والنساء والاطفال في مواجهة العدو الصهيوني في حين ينكفيء مقاتلوه الى الخطوط الخلفية..؟؟

للعلم ليس بيئة حزب الله التي تضررت من الحرب، فهناك قرى تضم مختلف المكونات اللبنانية.. وكذلك الضاحية الجنوبية التي يسكنها لبنانيون من جميع الطوائف والمذاهب وهم من المتضررون من هذه الحرب..!!

الخلاصة..

 

ازمة حزب الله التي تتمثل في سلسة من التراجعات، من ساحة الميدان الى المواقف السياسية الى الغياب الايراني الكامل عن رعاية مشاكل حزب الله، امام جمهوره وبيئته، والرقم 400 مليون دولار الذي نشرته جريدة تابعة لمساره السياسي على انه ما تم تسديده كمساعدات لا يشكل سوى رقم بسيط جدا ان لم نقل زهيد لتغطية كلفة اضرار الحرب وحاجات المواطنين اللبنانيين..ولم تتحدث الصحيفة ولا حتى قيادة حزب الله عن خطة اعادة الاعمار والنهوض.. ربما لانه لا زال هناك حاجة لسفك المزيد من الدماء كما يبدو..؟؟؟