طرابلس ترفع الصوت: نواف سلام ومحمد بن سلمان… زمن القيادة بدأ
خاص مراسل نيوز

طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، لم تعد تكتفي بموقع المتفرّج في لعبة التوازنات السياسية الهشّة. المدينة التي عانت من التهميش والتوظيف السياسي لعقود، فجّرت مفاجأة مدوّية هذا الأسبوع: عشرة لوحات إعلانية ضخمة تصدّرت واجهتها صور رئيس الحكومة نواف سلام وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تحت شعار لافت يختصر كثيراً من الكلام: "من طرابلس تحيي القادة… نواف سلام ومحمد بن سلمان، الحكمة والعزم في زمن التحديات.". في مشهد لا يُشبه أي حملة تقليدية، بدا وكأن طرابلس – بحسّها الشعبي العميق – قرّرت أن تكتب بيانها السياسي الخاص، بوضوح وقوة.
الرسالة كانت أكثر من مجرد لفتة رمزية، بل إعلان صارخ عن تغيّر المزاج السني في المدينة، وربما في لبنان كلّه. نواف سلام، الرجل الذي حافظ على نظافته السياسية في زمن التلوّث العام، بات رمزاً نادراً لتجديد الثقة. والأمير محمد بن سلمان، بصورة القائد العربي الشاب الطموح، يحظى بترحيب غير مسبوق في شارعٍ عطش للعودة إلى الحضن العربي الكبير. هذا اللقاء الرمزي بين رجل الدولة اللبناني ورجل الرؤية السعودية، كما عكسته اللوحات، كان كفيلاً بإحداث هزّة في المزاج العام، وإطلاق نقاش سياسي واسع حول هوية المرحلة القادمة.
ما جرى في طرابلس ليس حملة إعلامية، بل ظاهرة شعبية تحمل في طيّاتها دلالات استراتيجية. إنه نبض شارع قرّر أخيرًا أن يقول كلمته خارج الصناديق… وداخل الوجدان العربي. المشهد ليس فقط إعلان دعم، بل إعلان ولادة سياسية جديدة، تؤشر إلى بداية زمن مختلف، تقوده الحكمة ويثبته العزم.