نسيج الطرابلسيين… أم نسيج مطر؟

خاص مراسل نيوز

نسيج الطرابلسيين… أم نسيج مطر؟

حين يتغطّى التغيير برداء العتمة السياسية

 

في طرابلس، المدينة التي خذلتها السياسة مرارًا، عاد إيهاب مطر ليرفع لواء "التغيير" من جديد، لكن هذه المرة عبر لائحة سمّاها "نسيج طرابلس". والمفارقة، أن هذه اللائحة – التي روّج لها على أنها نظيفة وخالية من "الوجوه المشبوهة" – لم تنجُ من التناقضات، بل غرقت بها حتى الرقبة.

 

هل حقًا نسيج طرابلس هو مشروع مستقل؟

أم هو ببساطة نسيج إيهاب مطر الشخصي، مفصّل على مقاس طموحاته السياسية، ومطرّز بخيوط التحالفات المبطّنة، والولاءات المغلفة بشعارات أخلاقية؟

 

في مؤتمر صحفي أخير، هاجم مطر خصومه متهمًا إياهم بالفشل، ورفض دعم لوائح و"التوافق" بحجّة "الوجوه القديمة"، لكن الغريب أن لائحته تضم أسماء شاركت بصمت في المنظومة نفسها، أو كانت امتدادًا لتجار النفوذ والتمويل المشبوه تحت عناوين "مدنية".

 

أي تغيير هذا الذي يُدار من صالونات النخب الاقتصادية؟

كيف لمرشح رفع راية كرامة المواطن في 2022 أن يتحوّل إلى موزّع للخبز في 2023، ثم إلى مهندس لائحة تدّعي التغيير بينما تعيد تدوير النفوذ؟

 

لقد آن الأوان لنقول الأمور بوضوح:

لائحة "نسيج طرابلس" ليست نسيجًا جامعًا للمدينة، بل نسيجًا انتخابيًا مفصّلًا على قياس مطر وحده. لا تمثّل الكادحين، ولا تعكس أولويات الأحياء المهمّشة، بل توزع وعودًا منمقة لا تختلف كثيرًا عن صناديق الإعاشة التي اعتدناها من أمراء الحرب.

 

طرابلس لا تحتاج إلى نسيج جديد من الخداع، بل إلى قطيعة حقيقية مع كل من يعتبر المدينة بوابة لمشروعه الشخصي.