قراءة في نتائج الانتخابات البلدية في صيدا..!!

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب

قراءة في نتائج الانتخابات البلدية في صيدا..!!

بداية يجب تقديم التهنئة لكل مرشح فاز في هذه الانتخابات الديموقراطية الشفافة، والتي اكدت ان مدينة صيدا لا ينقصها الكفاءات الشبابية، كما انها تستطيع ان تقول نعم او لا عندما تقرر ان مصلحة المدينة واهلها فوق كل اعتبار.. طوال سنوات اعتبر البعض ان المدينة هي ملك خاص، ويمكنه التصرف بحاضرها ومستقبلها، كما ان بإمكانه تجاهل ماضيها، ولكن الشيء الاكيد ان هذه المدينة العريقة بتاريخها الفخورة بماضيها، وتضحيات شبابها وسكانها، تحاسب كل من اخطأ بحقها او تمادى في ظلمها او الاستخفاف بصلابة مواقفها..

 

بداية نود التذكير بأن كافة القوى السياسية تنصلت من رعاية الانتخابات البلدية مع الاعلان عن موعدها، وتكاثرت التصريحات التي تحدثت عن ان هذه المبارزة الانتخابية هي بين نخب العائلات، وليست مواجهة بين قوى سياسية، ولذا انبرى الشباب الصيداوي لتقديم نفسه للمشاركة في الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً.. واعلن عدد من المرشحين استعدادهم لتبوأ موقع الرئاسة في حال الفوز، وتكاثرت وتواصلت الاتصالات مع المرشحين للانضمام الى هذه اللائحة او تلك، بناءً على العلاقات الشخصية، او تقارب وجهات النظر، او القدرة على العمل المشترك.. دون العودة للمرجعيات السياسية.. التي تقدم نفسها اليوم راعية وحاضنة لهم.. بعد ان اكتمل المشهد ووضحت الصورة، على قاعدة انها قادرة على توجيه بوصلة الناخبين وبالتالي التأثير سلباً او ايجاباً على النتيجة النهائية.. والخروج من هذه المعركة بالاعلان عن انتصارها، او الادعاء بما ليس لها اساساً..

 

ما يمكن قوله كنتيجة لهذه المعركة الانتخابية الرياضية بين الشباب الصيدواي هو التالي:

 

- ان شوكة القوى السياسية كل القوى السياسية دون استثناء، قد ضعفت، ولم يعد بوسعها ان تفرض على الصيداويين لوائح معلبة وجاهزة، وتحدد بقرارٍ منها من يتقدم بترشيحه ام من يتم منعه.. وهذا ما عهدناه في المراحل الماضية..

 

- ان النتيجة قد اكدت ان موازين القوى السياسية في المدينة، لم تعد كما كانت، وقد تراجعت قدراتها بشكلٍ كبير، وعدد الناجحين من كل اللوائح المتنافسة يؤكد ذلك، واحتمال استقالة ناجحين وارد في اية لحظة اذا لم يتم تسوية العلاقات بين السياسيين وتوزيع المغانم..

 

- ان ناخبي مدينة صيدا قد اكدوا معاقبتهم للسياسيين الذين تمادوا في تدمير قدرات المدينة وسمعتها ودورها وتهشيم حضورها، واستهلاك بنيتها التحتية، وعدم تطويرها، وعدم رفع مستوى الخدمات طوال سنوات من السيطرة والهيمنة المشتركة على المجلس البلدي ومقدرات البلدية..

 

- ان حجم التصويت وطريقة التصويت، وتبادل الاصوات بعيداً عن الخنوع والخضوع للتوجيهات السياسية والاملاءات الفوقية، بدأ يزرع القلق في نفوس من يقدم نفسه مرجعاً او مرجعية سياسية في المدينة..

 

- ان عدد الشابات والشباب الصيداوي ممن قدم ترشيحه مندفعاً لخدمة المدينة وانقاذها من معاناتها المتمادية والمفتعلة والمقصودة، قد يندفع العام المقبل ترشيحاً ومشاركةً في الانتخابات النيابية المقبلة، لتغيير المشهد الروتيني الممل، والخروج من حالة الجمود السياسي، الذي جعل من المدينة في قاع الحضور السياسي والانمائي..

 

- موازين القوى قد اصبحت واضحة، وقد يعمد بعضهم للتكافل والتضامن فيما بينهم في الانتخابات النيابية المقبلة ليقطع الطريق على بعضٍ منهم، وليحمي وجوده ودوره التاريخي ليس الا.. وكذلك على الشباب الناهض والناشط والراغب في خوض غمار العمل السياسي البرلماني.. بروحٍ وطنية حرة.. ودون استثمار في التاريخ.. القريب او البعيد..

 

- ان اصرار البعض على ترسيخ حضور بعض الفاسدين في العملية الانتخابية سواء ترشيحاً او في الماكينات الانتخابية يؤكد ان هذه القوى لا تزال لم تستوعب حجم التغييرات والمتغيرات.. ومستوى حالة الوعي لدى هذا الجمهور المثقف والواعي والناشط