"هل دمنا أرخص من اليورانيوم؟!"
بقلم رئيسة التحرير ليندا المصري

في كل عدوان على غزة، يُسفك الدم الفلسطيني بلا حساب. الأطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض، الأمهات يُغسلن بدموع اليُتم، والشارع العربي يكتوي بالغضب.
لكن في المقابل... أين إيران؟ أين "محور المقاومة" الذي وعدونا أنه واحد؟
نسمع فقط كلمات، وبيانات، وخطابات نارية في الوقت الضائع.
وعندما تَمسّ إسرائيل منشأة نووية داخل إيران، تقوم القيامة. صواريخ تنطلق، تهديدات تتدفق، وإعلام يُدوّي: "الرد قادم".
فهل أصبحت الأنابيب والمفاعلات أهم من دماء العرب؟
أليس غريبًا أن تهتزّ طهران لصاروخ على منشأة، لكنها تبقى صامتة حين يُذبح شعب غزة، وحين يُذلّ لبنان، وحين تُغتال القيادات في سوريا والعراق؟
أين كان الردّ عندما تحوّلت غزة إلى ساحة مجزرة؟
أين كان الردّ عندما أصبح جنوب لبنان هدفًا مفتوحًا للطيران الإسرائيلي؟
أين كانت الصواريخ الذكية حين كانت بيوت العراقيين تنهار فوق رؤوسهم في الغارات؟
إنّ كل من يسمعنا في الشارع العربي اليوم يسأل:
هل دمنا رخيص؟ أم أنّه لا يساوي شيئًا إذا لم يُراق على أرض فارس؟
الواقع المرير أنّ إيران، منذ سنوات، تتصرف كأنها راعية للحق، داعمة للقضية، وحامية للمستضعفين.
لكن الحق لا يُقاس بصواريخ، ولا يُصنع بخطابات.
الحقّ يُعرف حين يُذبح الأبرياء، وتُرى من يقف معهم بالفعل... لا من يساوم بدمهم على طاولة التفاوض النووي.
اليوم، لا نطلب من إيران حربًا شاملة، ولا نناشدها بصواريخها العابرة.
نحن فقط نطالبها بالوفاء لخطابها، وإلا فلتصمت.
غزة ليست ورقة تفاوض،
لبنان ليس خط دفاع إيراني،
العراق ليس ساحة لتصفية الحسابات.
دمنا مش للبيع. وإذا كنتم لا تردّون إلا حين تُضرَب منشآتكم... فاعلموا أن الشارع العربي بدأ يرى الحقيقة.