إيران... من خطاب التحرير إلى شريك في المجزرة: من غزة إلى لبنان، من يدفع الثمن؟
بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

في اليوم الـ555 من المجزرة في غزة، وفي الشهر الرابع عشر من الحرب على لبنان، يُكتب المشهد الأخير لمحور طالما تغنّى بالممانعة، فإذا به يتحوّل إلى رصيد دموي ثقيل على شعوب لم تطلب يومًا أكثر من كرامة وحرية.
غزة تحترق... والشيطان صار "رجل سلام"
خمسمئة وخمسة وخمسون يومًا من الإبادة في غزة:
50 ألف شهيد، منهم 17 ألف طفل، و12 ألف امرأة.
لا مستشفيات، لا تعليم، لا مأوى، لا ماء ولا كهرباء، لا خيام حتى.
مجزرة موثّقة بالصوت والصورة، تُبث على الهواء مباشرة، أمام صمت دولي وتواطؤ قاتل.
والمفاجأة؟
إيران، التي كانت ترفع شعار "الموت لأمريكا"، باتت تصف دونالد ترمب، قاتل سليماني، بـ"رجل السلام"!
أي سلام هذا، وغزة تسيل دمًا؟
أي مقاومة، وإيران تتبرأ من "أكتوبر" وتفاوض في عُمان على حساب الأرض والدم؟
لبنان... ساحة ثانية لحروب إيران بالوكالة
في لبنان، وعلى مدى 14 شهرًا من المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل، كانت المحصلة:
3800 قتيل، 16 ألف جريح، أكثر من مليون نازح، ومدن دُمرت بالكامل.
الدمار طال البنى التحتية والمنازل والمدارس والمستشفيات، فيما الاقتصاد انهار.
كل ذلك، لأن إيران أرادت استخدام لبنان كورقة تفاوض، ولأن "الحزب" ارتضى أن يكون أداة تُشعل النار ثم تتفرج من بعيد.
الردّ اللبناني المطلوب: نزع السلاح ومحاسبة القيادات
اليوم، لم يعد مسموحًا أن يستمر هذا الواقع.
يجب على الدولة اللبنانية أن تتخذ قرارات جريئة لحماية شعبها:
نزع سلاح "حزب الله" فورًا، وإخضاعه لسلطة الدولة والقانون.
محاكمة كل من تورّط بجرّ لبنان إلى حرب بالوكالة، وسفك دماء الأبرياء خدمة لمشاريع خارجية.
قطع العلاقات مع النظام الإيراني، الذي استخدم أطفال ونساء وشيوخ لبنان وفلسطين كورقة تفاوض على طاولة مصالحه النووية.
الدم ليس سلعة، والسيادة ليست رأيًا. إما أن يكون القرار بيد الدولة، أو لا دولة على الإطلاق.
آن الأوان للمحاسبة: إيران يجب أن تدفع التعويضات
إذا كانت إسرائيل تتحمل جزءًا من المسؤولية كقوة احتلال، فإن إيران تتحمل المسؤولية الأكبر كونها المحرّض والمموّل والموجّه.
وعليه، يجب على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك فورًا لإطلاق آلية قانونية لمحاسبة إيران، وإجبارها على دفع تعويضات مباشرة لضحايا الحرب في غزة ولبنان.
المعادلة بسيطة: من يُشعل الحرب، يجب أن يتحمل كلفتها.
الخلاصة:
من الشيطان الأكبر إلى "رجل السلام"، سقط قناع الممانعة.
سقط مشروع "المقاومة" المزيف، وكُشف المستفيد الحقيقي من دماء الأبرياء.
لكن صوت العدالة أقوى من كل صواريخ الكذب، ولبنان لن يُحكم بعد اليوم بقوة السلاح.