النفاق السياسي في لبنان: كيف يعمق الأزمات ويستفيد القليلون

بقلم عبد الحميد عجم

النفاق السياسي في لبنان: كيف يعمق الأزمات ويستفيد القليلون

في المشهد السياسي المعقد في لبنان، تتزايد الدعوات لمواجهة حزب الله وإيران، ومع ذلك، تبدو العديد من الأحزاب والقوى المعارضة غارقة في ازدواجية المعايير والنفاق السياسي، مما يعمّق الأزمات بدلاً من حلها.

 

ازدواجية المعايير والنفاق السياسي

 

تتحدث بعض القوى المعارضة بصوت عالٍ عن ضرورة مواجهة نفوذ حزب الله وإيران، لكن ما يحدث في الكواليس يظهر صورة مختلفة تماماً. هذه الأحزاب تتبنى مواقف علنية صارمة، بينما تتفاوض سراً وتبرم الصفقات مع حزب الله لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية. هذه الازدواجية في المعايير تكشف عن نفاق سياسي يعرقل جهود الإصلاح ويزيد من حالة الفوضى.

 

المعارضة المزعومة

 

العديد من هؤلاء المعارضين يرفعون شعارات براقة ويتحدثون عن سيادة واستقلال لبنان، ولكنهم في الواقع يسعون وراء مصالحهم الضيقة. بدلًا من مواجهة حزب الله وإيران بشكل حقيقي، يلجؤون إلى التكتيكات السياسية التي تخدم أهدافهم الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.

 

الدور السني ودفع الثمن

 

في وسط هذه الفوضى، يبرز دور الطائفة السنية في لبنان التي تسعى بجدية لبناء دولة حقيقية ومستقرة. كانوا دائماً في مقدمة المطالبين بالإصلاح وبناء مؤسسات قوية تحمي سيادة القانون وتحقق العدالة للجميع. ولكن هذا السعي لم يكن سهلاً، فقد دفع الزعيم السني سعد الحريري ثمناً باهظاً لمواقفه الوطنية ومحاولاته الحثيثة لتحقيق الاستقرار. تضحياته وتضحيات الطائفة السنية لم تلقَ الدعم الكافي من باقي القوى السياسية، التي استمرت في ممارساتها الانتهازية والنفاق السياسي.

 

التأثير السلبي على الشعب اللبناني

 

هذه اللعبة المزدوجة تؤثر بشكل مباشر على الشعب اللبناني، الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة. بدلاً من التركيز على إيجاد حلول حقيقية لتحسين الوضع المعيشي وتعزيز الاستقرار، تتورط القوى المعارضة في صراعات داخلية وتنافس على النفوذ، مما يزيد من معاناة المواطنين.

 

حاجة إلى قيادة حقيقية

 

لبنان بحاجة ماسة إلى قيادة سياسية تتمتع بالنزاهة والشفافية، تقود البلاد نحو الاستقرار والازدهار. القوى المعارضة الحالية، بنفاقها وازدواجية معاييرها، ليست مؤهلة لتحقيق هذا الهدف. يجب أن يظهر في الساحة السياسية قادة جدد يتحلون بالصدق والشجاعة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان.

 

 الخلاصة

 

في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ لبنان، يتعين على الشعب أن يفتح عيونه على الحقائق ويتصدى للنفاق السياسي الذي يعمّق الأزمات. فقط من خلال قيادة حقيقية وصادقة يمكن للبنان أن ينهض من جديد ويستعيد سيادته واستقلاله بعيداً عن التدخلات الخارجية. يجب على الشعب اللبناني أن يطالب بمحاسبة كل من يمارس الخداع والنفاق، وأن يعمل يداً بيد لبناء مستقبل أفضل لأجياله القادمة.