الطلاق الأميركي – الإيراني كُتب في دمشق... ولبنان سيدفع الثمن!
تحليل خاص – مراسل نيوز

في خطوة تكاد تكون الأعنف دبلوماسيًا منذ بداية القرن، كشفت وثائق سورية سرّية، نشرتها مجلة "المجلة"، عن تحول استراتيجي خطير في السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط. الوثائق، التي اطلع عليها موقع مراسل نيوز، تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن أولويات واشنطن تبدلت من السعي إلى تطبيع سوري–إسرائيلي، إلى التخطيط المنهجي لفك الحلف السوري – الإيراني، وصولًا إلى استهداف مباشر لـ"محور المقاومة" في المنطقة.
من "وديعة رابين"... إلى "وديعة الطلاق"
تكشف الوثائق أنه في العام 2000، كانت الولايات المتحدة تضع كل ثقلها لتحقيق تسوية بين دمشق وتل أبيب، مستندة إلى ما عُرف بـ"وديعة رابين"، التي تضمنت وعدًا بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان مقابل اتفاق سلام شامل. لكن هذه الرؤية تبخرت تدريجيًا، لتحلّ محلّها أجندة جديدة: فك الارتباط السوري – الإيراني بأي ثمن.
في عام 2009، حسب ما ورد في إحدى الوثائق، قال مسؤول أميركي بارز لمسؤولين سوريين:
> "لم نعد نطالب بسلام مع إسرائيل، ما نريده الآن هو أن تُنهي دمشق تحالفها مع طهران وحزب الله."
بهذه الجملة، تغيّرت قواعد اللعبة.
سوريا كانت "غرفة العمليات" لفكّ محور طهران
تُظهر الوثائق أن واشنطن اعتبرت أن كسر العلاقة بين سوريا وإيران يشكّل مدخلاً لتفكيك شبكة النفوذ الإيراني في المشرق العربي، وخصوصًا في لبنان، العراق، وفلسطين. ولذلك تحوّلت دمشق من شريك تفاوضي محتمل إلى ساحة اختبار للطلاق الأميركي – الإيراني.
وهنا تكمن المفارقة: إيران لم تخرج من المعادلة، بل أصبحت العدو الأول... لا إسرائيل.
لبنان: أول الخاسرين
وفق قراءة "مراسل نيوز"، فإن أخطر ما تكشفه الوثائق هو أن لبنان سيكون الضحية الأولى لهذا التحول الأميركي. استهداف العلاقة السورية – الإيرانية يعني عمليًا استهداف مباشر لحزب الله، ما يضع لبنان، بكامله، في مهبّ صراع جيوسياسي كبير بين واشنطن وطهران.
وهذا يفسّر الارتفاع المتسارع في منسوب الضغط الدولي على لبنان، سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا. كل ما يحدث ليس صدفة... بل جزء من خطة عمرها أكثر من 15 سنة.
فلسطين في الخلف... إيران في الواجهة
كذلك تُظهر الوثائق أن القضية الفلسطينية تراجعت على أجندة واشنطن، لصالح أولويات جديدة أكثر حدة: كبح جماح إيران إقليميًا، عبر "كسر العمود الفقري" لمحورها الممتد من طهران إلى بيروت مرورًا بدمشق وبغداد. أي أن واشنطن اختارت المواجهة مع إيران قبل السلام مع العرب.
خلاصة مراسل نيوز:
نحن أمام تحوّل استراتيجي لم يُعلن رسميًا، لكنه واضح في الوثائق.
واشنطن لم تعد تهتم بالتسوية مع إسرائيل بقدر ما تسعى لإعادة رسم تحالفات المنطقة وفق مبدأ: من معنا ضد إيران؟
دمشق لم تكن مجرد متفرّج... بل كانت ميدان التنفيذ.
ولبنان، كما العادة، ساحة الحرب بدل أن يكون مساحة السيادة.
مراسل نيوز لا يكتفي بنقل الوثائق... نحن نقرأ ما بين السطور.
نحن لا نُعلّق على الأحداث، نحن نكشف من يصنعها.