بيان صادر عن تجمّع أبناء طرابلس والشمال في الرد على الحملة الإعلامية المنظمة ضد الرئيس نواف سلام
خاص مراسل نيوز

في زمنٍ تتكاثر فيه الأقلام المأجورة، وتنهار فيه الدولة أمام مشاريع الدويلات، خرج علينا الصحافي إبراهيم الأمين، عبر منبر "الأخبار"، ليطلق حملة مسمومة ضد الرئيس نواف سلام، متجاوزاً حدود النقد، إلى حفلة تخوين وتحريض رخيصة، لا تستند إلا إلى حقدٍ أيديولوجي أعمى.
إن "تجمّع أبناء طرابلس والشمال" إذ يُدين هذه الحملة بلهجة لا تحتمل التأويل، يرى في مقالة الأمين تجسيدًا صارخًا للانحطاط الإعلامي، الذي يحوّل الكلمة إلى أداة قتل معنوي، ويحوّل المنبر إلى منصة حزبية تعمل وفق منطق ميليشيوي، يوزّع صكوك الوطنية ويحدد من يستحق البقاء ومن يجب اجتثاثه.
الرئيس نواف سلام ليس مرشح محور، ولا أداة لوصاية، بل رجل دولة يرفض الخضوع لحكم السلاح، ويؤمن بأن الكرامة الوطنية لا تُستورد من طهران ولا تُؤجّر في الضاحية. وإن الحملة عليه ليست سوى نتيجة خوف مزمن من أي صوت حرّ لا ينتمي إلى دائرة الطاعة، ولا يبيع السيادة على مذبح "التحالف المقدس".
نرفض بشكل قاطع أن يُصوَّر أبناء طرابلس والشمال كمجرد هامشٍ تابع، أو كخزان احتياطي في معارك الولاءات. نحن أصل هذه الدولة، وبوصلتنا كانت وستبقى الدولة الشرعية، لا المشاريع المسلّحة التي خرّبت المؤسسات، وأغرقت البلد في العتمة والعزلة والانهيار.
نقولها بوضوح: كفى تهجماً على كل من لا يسجد لمشروع السلاح. كفى تخويناً لكل من يرفض تحويل لبنان إلى منصة صواريخ أو معبر تهريب. إن نواف سلام ليس وحده، بل خلفه صوت الناس الذين تعبوا من حكم المافيات ومنظومة الخراب، ويريدون قيامة وطن لا يقوده "قادة الظل"، بل رجال دولة حقيقيون.
إن محاولات قمع الصوت الوطني المستقل عبر تشويه السمعة، لن تنجح. وإن تراكم الاستهداف السياسي الممنهج لشخص الرئيس سلام، لن يزيد أبناء طرابلس والشمال سوى تمسّكاً به، لأنه يُجسد ما تبقى من حلم الدولة.
ونقول لمن يزعجه وجود رئيس لا يتبع "التنسيق الأمني" مع الخارج، ولا يحمل صكوك الغفران من الضاحية أو من أي سفارة، إن زمن التهديد الإعلامي والتكفير السياسي قد ولّى. وسلاح الكلمة لا يقل فتكا من سلاح الرصاص، لكن الردّ عليه يكون بالإرادة والشرعية والكرامة.
نُحمّل جريدة "الأخبار" وكاتبها المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا الخطاب التحريضي، ونطالب القوى الوطنية والإعلاميين الشرفاء بكسر جدار الصمت، والوقوف بوجه هذه الممارسات التي تهدد ما تبقى من توازن سياسي في البلاد.
هذا ليس مجرد بيان، بل صرخة غضب من قلب الشمال.
صرخة تقول: لن نُحكم بالقوة، ولن نصمت على الظلم، ولن نُباع في سوق التبعية.
الرئيس نواف سلام باقٍ في ضميرنا، لا لأننا نُقدّسه، بل لأنه يمثل موقفاً نقياً في وجه سلطة تآكلها الفساد، والتبعية، والتخوين.
صادر عن تجمّع أبناء طرابلس والشمال
الجمعة 30 أيار 2025