من يصفع رئيس الحكومة؟ حزب الله أم إيران؟

بقلم الباحث و الكاتب السياسي عبد الحميد عجم

من يصفع رئيس الحكومة؟ حزب الله أم إيران؟

ها قد وصلنا إلى لحظة الحقيقة:

"حزب الله" لم يعُد يقاتل إسرائيل... بل يقاتل لبنان!

لم يعُد يُدافع عن "المقاومة"... بل يُهاجم كل من يقول "لا".

والأخطر؟ أنه هذه المرّة قرّر أن يصفع رئيس حكومة شرعي… اسمه نواف سلام.

فماذا نقول له؟

"زمان أول تحوّل"…

"سلاحك انتهى"...

والمعركة اليوم على هوية بلد، لا على حدود وهمية.

 ما الذي حصل فعلاً؟

دورية "اليونيفيل" في الجنوب تعرّضت لهجوم صريح.

بلا غطاء من الجيش.

بلا مبرّر.

بلا خجل.

شبان تابعون لبيئة الحزب اعترضوا طريق القوات الأممية، حصل تضارب، تدخّل الجيش لاحقًا، وانسحبت الدورية.

انتهت القصة؟ أبدًا. هذه ليست حادثة، بل رسالة سياسية بحجم قرار 1701.

من يضرب اليونيفيل، لا يضرب جنديًا دوليًا فقط، بل يعلن:

> "أنا فوق القرار الدولي، فوق الدولة، فوق الحكومة!"

 ون الضاحية… صفعة الشيخ ياسر عودة!

لم يكتفِ الحزب بإهانة الأمم المتحدة في الجنوب، بل وجّه الضربة الثانية من حارة حريك:

شيخ شيعي حرّ.

قال "كفى" للفساد العقائدي.

رفض احتكار الدين والموقف.

النتيجة؟ ضُرب علنًا أمام مكتب مختار.

صفعة ثانية، ولكن هذه المرّة في قلب الضاحية.

رئيس الحكومة لم يسكت.

لم يُدِن فقط، بل قالها بصوت صريح:

> "هذه التصرفات خطر على الجنوب وعلى المصلحة الوطنية. المعتدون يجب أن يُحالوا إلى القضاء."

هنا فقد الحزب صوابه.

منذ متى رئيس حكومة يتجرأ على تحدّي "قدسية السلاح"؟

منذ متى رئيس وزراء يقول إن الجيش مش تابع لكم، وإن الجنوب مش ملككم؟

لكن فاتكم شيء واحد:

نواف سلام ليس نسخة من الماضي.

نواف سلام خط أحمر جديد في لبنان ما بعد السقوط.

هو ليس "واجهة"... بل مشروع استعادة وطن.

 رسائل حزب الله سقطت في الماء!

فلنفكك "الرسائل" الحقيقية لما حصل:

الرسالة الأولى: الجنوب خط أحمر.

الثانية: الطائفة الشيعية محكومة بـ"صوت واحد".

الثالثة: نواف سلام يجب أن يُطوّق.

لكن الردّ الشعبي والسياسي بدأ يتشكّل... والمفاجأة؟

لبنان تغيّر.

الناس فهمت.

والغضب يتراكم.

 سلاحك… انتهى زمنه!

نعم، نقولها من دون خوف:

السلاح اللي كان زمان "كرامة الأمة"، اليوم صار "إذلال الدولة".

الهيبة اللي كانت حماية، اليوم صارت تهديد.

من يقاتل الأمم المتحدة ويضرب علماء دين ويُهدد رئيس الحكومة... لم يعُد مقاومًا بل جلادًا.

وهنا بيت القصيد:

الناس لن تخاف بعد اليوم.

ونواف سلام مش وحده.

الجيش لن يبقى "مرافقًا صامتًا"... بل سيعود حاميًا للجمهورية.

 رسالة أخيرة إلى حزب الله: انتهى زمن الصمت!

لن تكون حكومة سلام "تحت وصاية".

لن يكون الجنوب ملكًا لأحد.

لن تبقى الضاحية زنزانة مغلقة على رأي واحد.

والسلاح؟

إما أن يوضع تحت سلطة الدولة…

أو يوضع في مزبلة التاريخ!

نداء إلى كل لبناني: لا تسكت بعد اليوم!

إلى المواطن الشيعي الحرّ: صمتك يُكلّفك شيخًا كل يوم.

إلى المواطن الجنوبي: الجنوب ليس مخزن صواريخ، هو بيتك.

إلى النخبة السياسية: سلام هو الفرصة الأخيرة… لا تخسروها.

إلى العرب والعالم: إما أن تدعموا مشروع الدولة… أو تتحمّلوا نتائج تفككها

نواف سلام ليس رجل المرحلة... بل رجل المواجهة.

ومن يظن أن بإمكانه إسقاطه كما أسقط غيره… فليستعد أن يسقط هو!