قائد وحدة الشرطة القضائية في تشييع طوق: كتبت بالدم ما لا تكتبه الكلمات

عظيم فعلك، نجدّد العهد لك ولجميع شهدائنا الأبرار، أن نبقى الأمن الساهر، والحارس الأمين للسلم الأهليّ وكرامة الإنسان. نم قرير العين، يا شهيدنا، فاسمك نُقش في سجلّ الأبطال، وروحك زرعت أرزة جديدة في غابة الشهداء، خفّاقة في أرض العزّة، وسماء المجد... وسلام على كلّ أمّ أنجبت أمثالك، وسلام على وطن يزهر على الرغم من الجراح، لأنّ فيه رجالًا من طينتك، يلتزمون الشرف والواجب مهما غلت التضحيات".
وأعلن: "باسم اللواء المدير العام لقوى الأمن الداخلي، وباسم رفاق السلاح في المجموعة الخاصّة في وحدة الشرطة القضائية، وباسم كلّ وطنيّ شريف، نقول لك: أنت ابن الأرض الطيّبة، كنت وستبقى نداء الكرامة حين يضيع الصوت في ضباب الخوف. وإلى عائلتك الكريمة، نقول: كونوا فخورين بهذا الفارس المقدام الغالي على قلوبنا جميعًا الذي سطر اسمه بمداد الشرف. وإلى كلّ لبنان نقول: لقد صار إلياس في كلّ بيت لبناني يرفض الذل، وفي كلّ بيت يعشق الحرية ويطلب أن يكون القانون مظلّة المجتمع".
وختم: "نفتقدك اليوم، أيّها البطل، لا ضعفًا بل وفاءً. وسنبقى نسلك الدرب نفسه الذي استشهدت من أجله، درب تنفيذ القانون وإحقاق الحقّ، وستبقى جذورنا كجذور أرز الربّ ضاربة في عمق أرضنا المقدّسة التي لا نرضى عنها بديلًا، ورؤوسنا ستبقى مرفوعة شامخة كشلوح الأرز تعانق السماء بعزّة وأنفة. نذكرك، لا لأنّك رحلت، بل لأنّك بقيت فينا أنبل ما في الإنسان من فداء. غاب جسدك لكن بقيت شجاعتك في قلوبنا، وغابت قدماك ولكن بقي دربك في خطانا، وغاب وجهك ولكن بقيت صورتك التي لا تمحى من تاريخ لبنان ... نم أيّها البطل بسلام، فلبنان لن ينسى شهيده، وأرز الربّ يحني لك قامته إجلالًا".
وقلّد العميد قائد بيه الشهيد الأوسمة باسم المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي، وحملَ رفاقُه النعش على الأكفّ، حيث قُدِّم له السلاح على وقع معزوفة الموت أدّتها مجموعة من عناصر موسيقى قوى الأمن الداخلي، ثمّ انطلق موكب التشييع يتقدّمه حمَلة الأوسمة والأكاليل باسم قوى الأمن الداخلي إلى مثواه الأخير.