من بيروت إلى باريس… لماذا سقطت طرابلس من حسابات عمر حرفوش؟
تحقيق + رأي مراسل نيوز
في بلدٍ منهك كلبنان، لم يعد كافيًا أن ترفع شعارات التغيير من خلف الشاشات، ولا أن تتقن الظهور الإعلامي وتتقاطع مع أسماء كبيرة في السياسة والمال. السؤال الحقيقي اليوم هو: ماذا فعلت؟ ولمن؟ وأين؟
من هذا المنطلق، يبرز اسم عمر حرفوش، رجل الأعمال الذي يتمتع بعلاقات واسعة في الخارج، وحضور إعلامي لافت، وطموح سياسي مُعلن. لكن، حين نقترب من طرابلس — المدينة التي دفعت أثمانًا باهظة من الفقر والتهميش — يصبح الصمت أعلى من أي خطاب.
طرابلس خارج الصورة
طرابلس، المدينة الثانية في لبنان، لم تحظَ بأي مشروع إنمائي أو إعلامي أو شبابي يحمل اسم عمر حرفوش أو فكره أو استثماره.
لا مؤسسة.
لا منصة إعلامية.
لا مبادرة شبابية مستدامة.
لا مشروع اقتصادي يخلق فرص عمل.
والسؤال هنا ليس استفزازيًا، بل بديهي: كيف يمكن لرجل يقدّم نفسه كمشروع تغيير وطني أن يتجاوز مدينة بحجم طرابلس؟
علاقات واسعة… ونتائج ضيّقة
لا شك أن لحرفوش شبكة علاقات خارجية، ولقاءات مع شخصيات لبنانية بارزة، من بينها الاجتماع المعروف مع دولة الرئيس السابق نجيب ميقاتي، الذي رافقه تسجيل صوتي يقول فيه: “نحنا هون”.
لكن بعد هذا اللقاء، ماذا تغيّر في طرابلس؟
هل وُلد مشروع؟
هل أُطلقت مبادرة؟
هل تحوّل الحضور الرمزي إلى فعل؟
الجواب، حتى اليوم، لا.
الإعلام… لماذا ليس من طرابلس؟
في وقت تُنشأ فيه وسائل إعلام في بيروت، وباريس، وعواصم أخرى، يُطرح سؤال مشروع: لماذا لم يؤسّس عمر حرفوش وسيلة إعلامية في طرابلس؟
أليست المدينة غنية بالكفاءات الصحافية؟
أليست أحوج ما تكون إلى منبر قوي، مستقل، يعبّر عن وجعها وطموح شبابها؟
إذا كانت طرابلس تُذكر فقط في الخطابات، لا في المشاريع، فهنا تكمن المشكلة.
المقارنة التي لا يمكن تجاهلها
قد نختلف سياسيًا مع نجيب ميقاتي، وهذا حق مشروع، لكن لا يمكن إنكار حقيقة واحدة:
لديه مؤسسات في طرابلس.
مؤسسات تعليمية، اجتماعية، وإنسانية، ما زالت — رغم كل شيء — تدعم أبناء المدينة وتمنح فرصًا لشبابها.
الفرق واضح بين:
من يختلف معه الناس لكن له أثر على الأرض
ومن يرفع خطاب التغيير من دون أن يترك بصمة في مدينته
التغيير ليس صورة ولا خطابًا
طرابلس لا تحتاج إلى زائر موسمي، ولا إلى شريك إعلامي من بعيد، بل إلى:
استثمار حقيقي
مبادرات دائمة
وجود فعلي بين الناس
التغيير لا يُقاس بعدد المقابلات ولا بحدة الخطاب، بل بما يبقى بعد انطفاء الكاميرات.
الخلاصة
هذه ليست حملة شخصية، بل مساءلة علنية.
طرابلس تسأل عمر حرفوش:
لماذا لم نكن جزءًا من مشروعك؟
ولماذا بقي حضورك عندنا كلامًا بلا فعل؟
المدينة التي أُنهكت بما يكفي، لم تعد تقبل بالشعارات.
وكل من يريد موقعًا في مستقبل لبنان، عليه أن يمرّ من طرابلس… لا أن يتجاوزها.