الصحافة الإسرائيلية تنهال على نتنياهو... فشل في إدارة إسرائيل وقيادة الحرب

الصحافة الإسرائيلية تنهال على نتنياهو... فشل في إدارة إسرائيل وقيادة الحرب

استعرضت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في مقال رأي لرئيس تحريرها السابق ياكوف كاتز، الهجوم على مدينة #رفح وسياسة رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو في إدارة هذه الحرب.

ويبدأ كاتز بالإشارة إلى أن نتنياهو يشنّ هجماته الإعلامية من دون أن يجري مقابلة صحافية، لأن هذا الشيء "لا يفعله إلّا عندما تتم الدعوة للانتخابات... والسبب وراء عدم إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية هو أنهم سيطرحون أسئلة صعبة، أسئلة لا يريد أن يحاول الإجابة عليها".

ويقول أن من بين هذه الأسئلة ستكون عن "إخفاقاته قبل 7 أكتوبر، وسياساته غير الواضحة منذ ذلك الحين، ولماذا يفضل القتال مع بايدن وليس بن غفير، ولماذا رفض الظهور في أيّ من الاحتفالات التي أقيمت منذ تأسيس الدولة".

ويرى الكاتب أن رفض نتنياهو القيام بذلك، "ينبئنا بشيء عن الافتقار إلى القيادة، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى تعزيز قوة حماس، التي ترى أن حملتها ضد إسرائيل ناجحة ليس فقط على الساحة الدولية، حيث أصبحت إسرائيل معزولة على نحو متزايد، بل وأيضاً على المستوى الداخلي. حيث أصبح رئيس الوزراء منعزلاً بشكل متزايد عن شعبه".

ويعود كاتز بعد ذلك إلى المقابلات التي أجراها نتنياهو لينقل ثلاث رسائل رئيسية، وهي أنه إذا قطعت الولايات المتحدة إمدادات الأسلحة، فإن إسرائيل ستقاتل بمفردها وبأظافرها. وأن إسرائيل ستحتاج إلى الذهاب إلى رفح لكسر كتائب "حماس" ومن ثم الاستمرار في "التطهير". والرسالة الثالثة أن إسرائيل ستبحث عن "سكان #غزة المحليين" لنقل السيطرة إليهم بمجرد انتهاء الحرب.

وفي تحليل لهذه الرسائل، يخرج المقال بملاحظات عدة، هي أن "إسرائيل لن تضطر إلى القتال بالأظافر، ما تقاتل به هو أبناؤنا... الذين أمضى الكثير منهم أكثر من 150 يوماً في القتال داخل غزة... والثمن الذي يتم دفعه لا يزال مروّعاً".

في مسألة إضعاف قدرات "حماس" وتدميرها، "ربما يمكن تأجيل الهجوم واسع النطاق، بما أن الجنود سيقومون بتطهير المكان لأشهر وربما لسنوات قادمة. وبالتالي يجب أن لا يحدث ذلك الآن".

وحول رسالة نتنياهو الثالثة ونقل السيطرة الى "سكان غزة المحليين"، يقول الكاتب، إنه لا أحد في الجيش لديه "أدنى فكرة عمن يتحدث رئيس الوزراء وأيّ سكان يعتقد أنهم سيكونون على استعداد أو حتى لديهم الموارد اللازمة للوقوف في وجه حماس، فلماذا يستمر في رفض توضيح موقع إسرائيل والى أين ستذهب و ماذا سيحدث؟".  

 

 

حكومة نتنياهو تفشل في إدارة الحرب

ومع عودة المعارك الى شمال القطاع، يشير مقال "جيروزاليم بوست" الى أنه لو كانت إسرائيل مستعدة، منذ بداية الحرب، للتنسيق مع قوة أخرى لملء الفراغ الذي كانت تخلقه، لكان الوضع برمته قد بدا مختلفاً اليوم، مع صياغة خطة كان من شأنها أن تظهر للعالم أن الهجوم لا يهدف فقط إلى التدمير، إنما شيء أكبر. "لكن لسوء الحظ، فضلت حكومة نتنياهو دفن رأسها في الرمال واختارت شعارات شعبوية مثل ‘النصر الكامل’ على ما هو واقعي".

ويتابع، "لقد أصبح هذا الفراغ رهيباً لدرجة أن وزير الدفاع يوآف غالانت تحدث أخيراً عمّا حذّر منه كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي منذ أشهر: بدون خطة سياسية، ستظل الخطة العسكرية عالقة"، وينقل الكاتب في هذا السياق عن جنرال أميركي كبير سابق قوله، "إنه عندما تولى دونالد ترامب منصبه وبدأ في إطلاق شعارات لا ترتكز على الواقع كأهداف للحرب، عانت الحملة العسكرية. والخطاب الصادر عن الجانب السياسي للحكومة الإسرائيلية يصعب ترجمته إلى عمليات".

ومن ثم يعود المقال مجدداً الى تصريحات غالانت، التي ذهب فيها حدّ "التحذير من أن رفض نتنياهو توضيح خطة اليوم التالي يعني أن هناك خيارين فقط: إما عودة حماس لحكم غزة أو بقاء الجيش الإسرائيلي في الداخل ويحكم المنطقة. وكلا الخيارين خطيران، وهما نتيجة تردد متعمد من قبل رئيس الوزراء".

حتى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع لم يتمكن من كبح جماح نفسه عندما سئل عن الخطة السياسية، قال دانيال هاغاري الذي عادة ما يكون ديبلوماسيا: "من المؤكد أن وجود بديل لحماس سيشكل ضغطا على الجماعة".

وفي ختام مقاله يقول رئيس التحرير السابق لـ"جيروزاليم بوست" ياكوف كاتز، إن السبب وراء تردد الحكومة هنا واضح، "نتنياهو يفضلّ المنفعة السياسية على ما هو مناسب لإسرائيل. لكن هذه ليست الطريقة لإدارة الحرب، تماماً كما أن تخطي الاحتفالات الرسمية ليس هو السبيل لقيادة البلاد".

ويختم، "لقد حان الوقت لكيّ يدرك نتنياهو ثقل هذه اللحظة الزمنية، فيفعل ما هو صواب أو يتنحى جانباً، ويدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، ويسمح للشعب الإسرائيلي بأن يقرر من سيقودها. البقاء عالقين كما نحن الآن ليس خطة".